الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم كانت سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين في شوال

قالوا: قدم نفر من عرينة [ثمانية] على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأسلموا واستوبئوا [ ص: 264 ] المدينة ، فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لقاحه [وكانت على ستة أميال من المدينة ، وكانوا فيها حتى صحوا وسمنوا] فاستاقوها وقتلوا الراعي وقطعوا يده ورجله ، وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه حتى مات ، وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر ، فبعث في أثرهم عشرين فارسا ، واستعمل عليهم كرزا فأدركوهم ، وأحاطوا بهم وأسروهم وربطوهم حتى قدموا بهم المدينة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغابة ، فخرجوا بهم نحوه ، فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وصلبوا هناك ، وكانت اللقاح خمس عشرة لقحة فردوها إلا واحدة [نحروها] . أخبرنا هبة الله بن محمد ، قال: أخبرنا الحسن بن علي التميمي ، قال: أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، قال: أخبرنا ابن [أبي] عدي ، عن حميد ، عن أنس ، قال: أسلم ناس من عرينة ، فاجتووا المدينة ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو خرجتم إلى ذود لنا فشربتم من ألبانها" ، قال حميد: وقال قتادة ، عن أنس: "وأبوالها" ، ففعلوا ، فلما صحوا كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم [مؤمنا أو مسلما] وساقوا ذود رسول الله صلى الله عليه وسلم وهربوا محاربين ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم ، فأخذوا فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وتركهم في الحرة حتى ماتوا . أخرجاه في الصحيحين . [ ص: 265 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية