فصل
ثم عبد الله بن رواحة بشيرا إلى أهل العالية بما فتح الله على رسوله صلى الله عليه وسلم [وعلى المسلمين] ، وبعث بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الفتح إلى زيد بن حارثة أهل السافلة .
قال فأتانا الخبر حين سوينا [التراب] على أسامة بن زيد: التي كانت عند رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفني عليها مع عثمان بن عفان ، عثمان . [ ص: 121 ]
فأتيت أبي وهو واقف بالمصلى قد غشيه الناس ، وهو يقول: قتل عتبة ، وشيبة ، وأبو جهل ، وأبو البختري ، وأمية بن خلف ، ونبيه ، ومنبه ابنا الحجاج ، فقلت: يا أبه أحق هذا؟ قال: نعم والله يا بني .
ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا إلى المدينة : [فاحتمل معه النفل الذي أصيب من المشركين ، وجعل على النفل عبد الله بن كعب بن زيد بن عوف ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا خرج من مضيق الصفراء] ، نزل على كثيب في طريقه ، فقسم النفل .
ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه المسلمون بالروحاء يهنئونه بما فتح الله عليه ، فقال رجل: وما الذي تهنئون به ، فوالله إن لقينا إلا عجائز ضلعا كالبدن المعقلة ، فنحرناها ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال: "لا يا ابن أخي أولئك الملأ" . وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسارى [من المشركين] وهم أربعة وأربعون .
فلما كان بالصفراء النضر بن الحارث ، أمر عليا بقتل بعرق الظبية ، قتل عقبة بن أبي معيط ، فقال حين أمر به أن يقتل: فمن للصبية يا محمد ، قال: النار ، قال: فقتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح . [ ص: 122 ] حتى إذا كان
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قبل الأسرى بيوم ، وقال: "استوصوا بالأسرى خيرا" . فكان أبو عزيز بن عمير بن هاشم ، أخو [فقال أبو عزيز: مر بي أخي مصعب بن عمير ، ورجل من الأنصار يأسرني ، فقال له: شد يديك به ، فإن أمه ذات متاع ، لعلها أن تفتديه منك . وكنت في رهط من الأنصار ، فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم خصوني بالخبز ، وأكلوا التمر لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بنا ، ما يقع في يد رجل منهم كسرة من الخبز إلا نفحني بها ، فأستحي فأردها فيردها علي ما يمسها . مصعب بن عمير]