[سرية قتل كعب بن الأشرف ]
ومن الحوادث في هذا الشهر من هذه السنة: كعب بن الأشرف ، وذلك لأربع عشرة ليلة مضت من ربيع الأول ، وكان سبب قتله أنه كان شاعرا ، فهجا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وشبب بنسائهم ، [وبكى] على قتلى سرية قتل بدر ، وحرض المشركين بالشعر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لي بابن الأشرف؟ فقال له محمد بن مسلمة: أنا ، فاجتمع هو وأبو نائلة سلكان بن سلامة ، والحارث بن أوس ، وأبو عبس ، وكان أبو نائلة أخا كعب من الرضاعة ، فجاءه ، فقال له: إن قدوم هذا الرجل [ ص: 159 ] كان علينا من البلاء ، حاربتنا العرب فرمتنا عن قوس واحدة ، ونحن نريد التنحي عنه ، ومعي رجال من قومي على مثل رأيي ، وقد أردت أن آتيك بهم ، فنبتاع منك طعاما وتمرا ، ونرهنك ما يكون لك [فيه] ثقة ، فقال: جئ بهم متى شئت ، فاجتمعوا وأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمشى معهم حتى أتى البقيع ، ثم وجههم وقال: امضوا على بركة الله ، فمضوا حتى انتهوا إلى حصنه ، فخرج إليهم فقتلوه ، وأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم .