فصل
ثم أقبل المسلمون على قتلاهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع؟ فمضى رجل فوجده جريحا بين القتلى وبه رمق ، فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر أفي الأحياء أنت ، أم في الأموات؟ فقال: أنا في الأموات ، أبلغ رسول الله عني السلام ، وقل له: يقول لك : جزاك الله خير ما جزى نبيا [ ص: 170 ] عن أمته ، وأبلغ قومك السلام عني ، وقل لهم لا عذر لكم عند الله ، إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف" ثم مات . سعد بن الربيع
حمزة فوجده ببطن الوادي ، وقد بقر بطنه عن كبده ومثل به ، فقال: صفية أو تكون سنة من بعدي ، لتركته حتى يكون في أجواف السباع وحواصل الطير ، ولئن أنا أظهرني الله على قريش ، لأمثلن بثلاثين رجلا منهم ، فقال المسلمون: والله لئن أظهرنا الله عليهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها لولا أن تحزن أحد من العرب ، وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به فأنزل الله عز وجل: . وخرج رسول الله يلتمس وأقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى حمزة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير: القها فأرجعها ، لا ترى ما بأخيها ، فلقيها ، فقال لها: يا أمه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي ، فقالت: ولم ، وقد بلغني أنه مثل بأخي ، وذلك في الله قليل ، فلأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله ، فجاءت إليه واستغفرت له .