وأمه كبشة بنت رافع ، وهي من المبايعات ، وكان لسعد من الولد ، عمرو ، وعبد الله وأمهما [قيل:] كبشة ، وليس ذلك ، وإنما الأصح أنها هند بنت سماك بن [ ص: 243 ] عتيك من المبايعات خلف عليها سعد بعد أخيه أوس ، وهي عمة أسيد بن حضير .
وكان إسلام سعد على يدي مصعب بن عمير ، مصعب قد قدم المدينة قبل العقبة الآخرة يدعو الناس إلى الإسلام ، ويقرئهم القرآن ، فلما أسلم وكان سعد لم يبق أحد في بني عبد الأشهل إلا أسلم يومئذ ، وكانت دار بني عبد الأشهل أول دار من دور الأنصار أسلموا جميعا رجالهم ونساؤهم ، وحول سعد بن معاذ مصعب بن عمير ، إلى داره ، فكانا يدعوان الناس إلى الإسلام في داره ، وكان وأسعد بن زرارة سعد وأسعد ابني خالة ، وكان سعد يكسران أصنام وأسيد بن حضير بني عبد الأشهل ، وكان لواء الأوس يوم بدر مع وشهد يوم سعد بن معاذ ، أحد وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولى الناس . وأصيب يوم الخندق في أكحله .
فلم تفارقه حتى فارق الدنيا . سعد بن معاذ
، فضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبة في المسجد ليعوده من قريب . وأصيب يوم الخندق في أكحله وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكر الحمى ، فقال: "من كانت به فهو حظه من النار" ، فسألها
أخبرنا محمد بن أبي طاهر ، قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري ، قال: أخبرنا ، قال: حدثنا أبو عمرو بن حيويه أبو الحسن بن معروف ، قال: أخبرنا الحسين بن الفهم ، قال: أخبرنا محمد بن سعد ، [قال: أخبرنا . يزيد بن هارون]
وأخبرناه عاليا بن الحصين ، قال: أخبرنا قال: أخبرنا ابن المذهب ، القطيعي ، قال: حدثنا قال: حدثني عبد الله بن أحمد ، أبي ، قال: أخبرنا قال: يزيد بن هارون ،
أخبرنا محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبيه ، عن جده ، ، قالت : عائشة
رمى سعدا رجل من المشركين يقال له ابن العرقة [بسهم له] يوم الخندق
[ ص: 244 ]
[فقال: خذها وأنا ابن العرقة] ، فأصاب أكحله ، فدعا الله سعد فقال: اللهم لا تمتني حتى تشفيني من قريظة - وكانوا مواليه وحلفاءه في الجاهلية - قالت: فرقأ كلمه ، فبعث الله [عز وجل] الريح على المشركين وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ، فلحق أبو سفيان بمن معه بتهامة ، ولحق عيينة بمن معه بنجد ، ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم ، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فأمر بقبة فضربت على في المسجد ، [قالت] : فجاءه سعد بن معاذ جبريل وعلى ثناياه النقع ، فقال: أوقد وضعت السلاح [فو الله ما وضعت الملائكة السلاح] بعد ، بني قريظة فقاتلهم . [قالت] : فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته ، وأذن في الناس بالرحيل . [قالت: فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على اخرج إلى بني غنم وهم جيران المسجد ، فقال لهم:
"من مر بكم؟" قالوا: مر بنا - وكان دحية الكلبي تشبه لحيته وسنة وجهه دحية بجبريل عليه السلام ، فقالت] : فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة ، فلما اشتد حصرهم [واشتد البلاء عليهم] ، قيل لهم: انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستشاروا أبا لبابة [بن عبد المنذر] ، فأشار إليهم أنه الذبح ، فقالوا: ننزل على حكم [فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انزلوا على حكم سعد بن معاذ ، ، فنزلوا على [ ص: 245 ] حكم سعد بن معاذ" ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ] فحمل على حمار عليه إكاف من ليف ، وحف به قومه فجعلوا يقولون: يا سعد بن معاذ أبا عمرو ، حلفاؤك ومواليك [وأهل النكاية] ومن قد علمت ، ولا يرجع إليهم شيئا ، حتى إذا دنا من دورهم التفت إلى قومه ، فقال: قد أنى لي أن لا أبالي في الله لومة لائم ، فلما طلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :
"قوموا إلى سيدكم" . فأنزلوه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احكم فيهم" ، فقال: فإني أحكم فيهم بقتل مقاتليهم ، وسبي ذراريهم ، وتقسيم أموالهم ، فقال [رسول الله صلى الله عليه وسلم] : "لقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله" . قالت: ثم دعا الله سعد ، فقال: اللهم إن كنت أبقيت على نبيك من حرب قريش شيئا فأبقني لها ، وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك . قالت: فانفجر كلمه ، وقد كان برأ حتى ما يرى منه شيء إلا مثل الخرم ، ورجع إلى قبته التي ضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت: فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قالت: فو الذي نفس وعمر ، محمد بيده إني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء وأنا في حجرتي ، وكانوا كما قال الله عز وجل: عمر رحماء بينهم . قال:
فقلت: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع؟ فقالت: كانت عينه لا تدمع على أحد ، ولكنه كان إذا وجد فإنما هو أخذ بلحيته . قال عن محمد بن سعد : حدثنا عفان ، قال: أخبرنا عن حماد بن سلمة ، عن أبي الزبير ، جابر:
من رميته . سعد بن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كوى
قال [محمد] بن سعد : وأخبرنا قال: أخبرنا وهب بن جرير ، أبي ، قال:
سمعت الحسن يقول: [ ص: 246 ]
سعد بن معاذ - وكان رجلا جسيما جزلا - جعل المنافقون وهم يمشون خلف سريره يقولون : لم نر كاليوم رجلا أخف ، وقالوا: أتدرون لم ذاك؟ [ذاك] لحكمه في مات بني قريظة ، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: "والذي نفسي بيده لقد كانت الملائكة تحمل سريره" . أخبرنا لما عبد الأول ، قال: أخبرنا قال: أخبرنا ابن المظفر ، ابن أعين ، قال: حدثنا محمد بن يوسف ، قال: أخبرنا ، قال: أخبرنا البخاري محمد بن المثنى ، قال: أخبرنا فضل بن مساور ، قال: حدثنا عن أبو عوانة ، عن الأعمش ، أبي صالح ، عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: جابر ،
سعد بن معاذ" "اهتز عرش الرحمن لموت . أخرجاه في الصحيحين .
وفيهما من حديث البراء: في الجنة أفضل - أو خير - من هذا" سعد بن معاذ . وقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بثوب حرير فجعل يتعجب من حسنه ولينه ، فقال: "لمناديل روى سلمة بن أسلم الأشهلي ، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت وما فيه إلا سعد مسجى ، فرأيته يتخطاه ، فوقف فأومأ إلي: "قف" ، فوقفت ورددت من ورائي ، وجلس ساعة ثم خرج ، فقلت: يا رسول الله ، ما رأيت أحدا وقد رأيتك تتخطاه ، فقال:
"ما قدرت على مجلس حتى قبض لي ملك من الملائكة أحد جناحيه" فجلست ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هنيئا لك يا أبا عمرو" ثلاث مرات . قال سعد بن إبراهيم: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يغسل ، فقبض ركبتيه ، وقال:
دخل ملك فلم يكن له مكان فأوسعت له . وغسله أسيد بن حضير وسلمة بن سلام بن وقش ، ونزلا في قبره ومعهما الحارث بن أوس وأبو نائلة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على القبر . وكانت أمه تبكي وتقول: [ ص: 247 ]
ويل ام سعد سعدا براعة ونجدا
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكان "كل البواكي يكذبن إلا أم سعد" . وجاءت أم سعد تنظر إليه [في اللحد] فردها الناس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعوها" . فنظرت إليه قبل أن يبنى عليه اللبن ، فقالت: "أحتسبك عند الله" وعزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبره ، وتنحى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سوي على قبره ورش عليه الماء ، ثم جاء فوقف عليه فدعا له وانصرف . سعد رجلا أبيض طوالا جميلا ، وتوفي ابن سبع وثلاثين سنة ، ودفن بالبقيع ، وأخذ من تراب قبره فإذا هو مسك .وروى [ابن] عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ، وشهده سبعون ألفا من الملائكة لم ينزلوا الأرض قبل ذلك ، ولقد ضم ضمة ثم أفرج عنه" يعني "هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش ، وفتحت له أبواب السماء [رضي الله عنه] سعد بن معاذ .
أخبرنا محمد بن أبي طاهر ، قال: أخبرنا الجوهري ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا ابن حيويه ابن معروف ، قال: أخبرنا ابن الفهم ، قال: أخبرنا ابن سعد ، قال: أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان ، عن عن عطاء بن السائب ، عن مجاهد ، قال : ابن عمر ، سعد فاحتبس ، فلما خرج قيل له: يا رسول الله ، ما حبسك؟
[قال: سعد في القبر ضمة] فدعوت الله أن يكشف عنه" "ضم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر