الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن الحوادث

سرية خالد بن الوليد المخزومي إلى بني جذيمة بن كنانة ، وكان أسفل مكة على ليلة ناحية يلملم

وذلك أن خالدا لما رجع من هدم العزى بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني جذيمة داعيا إلى الإسلام ، ولم يبعثه مقاتلا ، وذلك في شوال ، فخرج في ثلاثمائة وخمسين ، فلما وصل إليهم قال لهم: ما أنتم؟ قالوا: مسلمون ، قد صلينا وصدقنا بمحمد ، وبنينا المساجد [في ساحاتنا] وأذنا [فيها] ، قال: فما بال السلاح عليكم؟ قالوا: إن بيننا وبين قوم من العرب عداوة ، فخفنا أن تكونوا معهم ، قال: فضعوا السلاح ، فوضعوه ، فقال:

استأسروا ، فاستأسروا ، فأمر بعضهم يكتف بعضا وفرقهم في أصحابه ، فلما كان السحر نادى خالد: من كان معه أسير فليجهز عليه بالسيف ، فأما بنو سليم من أصحابه فقتلوا من كان معهم ، وأما المهاجرون والأنصار فأرسلوا أسراهم ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال:

اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد" . وبعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه فودى قتلاهم . وفيها: أسلم أبو سفيان بن الحارث ، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ، والحارث بن هشام ، وعكرمة بن أبي جهل ، وهشام بن الأسود ، وحويطب بن عبد العزى ، وشيبة بن عثمان ، [والنضر بن الحارث]


التالي السابق


الخدمات العلمية