فصل
في أربع مائة وعشرين فارسا إلى خالد بن الوليد أكيدر بن عبد الملك بدومة الجندل وبينها وبين فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة خمس عشرة ليلة ، وكان أكيدر قد ملكهم وكان نصرانيا ، فانتهى إليه وقد خرج من حصنه في ليلة مقمرة إلى بقر يطاردها هو وأخوه خالد بن الوليد حسان ، فشدت عليه خيل خالد فاستأسر أكيدر ، وامتنع أخوه حسان فقاتل حتى قتل وهرب من كان معه ، فدخل الحصن وأجار خالد أكيدر من القتل حتى يأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يفتح له دومة الجندل ، ففعل وصالحه على ألفي بعير وثمانمائة رأس وأربعمائة درع وأربعمائة رمح ، فعزل لرسول الله صلى الله عليه وسلم صفيا خالصا ، ثم قسم الغنائم ، فأخرج الخمس ثم قسم ما بقي فقدم به وبأخيه على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقدم أكيدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهدى له هدية وصالحه على الجزية وحقن دمه ودم أخيه وخلى سبيلهما وكتب لهما كتابا فيه أمانهم .
وفي طريق رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة من تبوك قال من قال من المنافقين:
إنما كنا نخوض ونلعب .
وروى صالح عن ابن عباس: أن جد بن قيس ، ووديعة بن خدام والجهير بن جمير كانوا يسيرون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من تبوك ، فجعل رجلان منهم [ ص: 365 ] يستهزئان برسول الله صلى الله عليه وسلم ، والثالث يضحك مما يقولان ولا يتكلم بشيء ، فنزل جبريل فأخبره بما يستهزءون به ويضحكون منه ، فقال لعمار بن ياسر: "اذهب فسلهم عما كانوا يضحكون منه ، وقل لهم أحرقكم الله" ولما سألهم وقال لهم: أحرقكم الله ، وعلموا أنه قد نزل فيهم قرآن ، فأقبلوا يعتذرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال الجهير: والله ما تكلمت بشيء وإنما ضحكت تعجبا من قولهم ، فنزل قوله: لا تعتذروا - يعني جد بن قيس ووديعة - إن نعف عن طائفة منكم - يعني الجهير - نعذب طائفة - يعني الجد ووديعة .
وفي طريق رجوعه من تبوك ، قال: إن بالمدينة أقواما .
أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ، قال:
أخبرنا ، قال: حدثنا أبو عمرو بن حيويه الحسن بن معروف ، قال: أخبرنا الحسن بن الفهم ، قال: أخبرنا محمد بن سعد ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال: حدثنا حميد [الطويل] ، عن قال: أنس ، المدينة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم" ، قالوا: يا رسول الله ، وهم بالمدينة ؟
قال: "نعم حبسهم العذر" رجعنا من غزاة تبوك ، فلما دنونا من