ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر  
125 - النجاشي ، واسمه أصحمة    : 
وهو الذي هاجر إليه المسلمون ، وأسلم وله الأفعال الحميدة ، والإعانة للمسلمين ، وهو الذي أمهر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته  أم حبيبة ،  وتوفي في رجب هذه السنة . 
أخبرنا  ابن الحصين ،  قال: أخبرنا  ابن المذهب ،  قال: أخبرنا أحمد بن جعفر ،  قال: أخبرنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل ،  قال: حدثني أبي ،  قال: أخبرنا يحيى ،  عن  مالك ،  قال: حدثني  الزهري ،  عن  سعيد بن المسيب ،  عن  أبي هريرة  ، قال: 
نعى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  النجاشي  اليوم الذي مات فيه ، فخرج إلى المصلى ، فصف أصحابه خلفه وكبر عليه أربعا . 
وروى أبو داود  من حديث  عائشة  رضي الله عنها ، قالت: 
لما مات النجاشي كنا نتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور 
126 -  أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم    : 
كان تزوجها عتبة بن أبي لهب  قبل النوبة فلما نزلت: تبت يدا أبي لهب  ، قال أبوه: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته ، ففارقها ولم يكن دخل بها . فلم تزل بمكة  مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجرت ، فلما توفيت رقية  خلف عليها  عثمان بن عفان  في ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة ، وأدخلت عليه في جمادى الآخرة ، فماتت عنده في شعبان هذه السنة ، فغسلتها  أسماء بنت عميس ،  وصفية بنت عبد المطلب ،  وأم عطية ،  ونزل في حفرتها أبو طلحة .  
أخبرنا محمد بن عبد الباقي ،  قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ،  قال: 
أخبرنا  أبو عمرو بن حيويه   . قال: أخبرنا أبو الحسن بن معروف ،  قال: أخبرنا الحسين بن الفهم ،  قال: أخبرنا محمد بن سعد  ، قال: أخبرنا محمد بن عمر  ، قال: حدثني فليح ،  عن هلال بن أسامة ،  عن  أنس بن مالك ،  قال:  [ ص: 376 ] 
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جالسا على قبرها ، ورأيت عينيه تدمعان ، فقال: "فيكم أحد لم يقارف الليلة" ؟ فقال أبو طلحة:  أنا يا رسول الله ، قال: "انزل" 
127 - سهيل بن بيضاء:   
قال المصنف: هي أمه ، واسمها دعد بنت جحدم ،  وأبوه وهب بن ربيعة بن هلال ،  ويكنى أبا موسى .  
شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتوفي بعد رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك وهو ابن أربعين سنة ، وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد . 
وكان أسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر  وسهيل بن بيضاء  
128 - عبد الله بن عبد نهم بن عفيف ، ذو النجادين:   
أخبرنا أبو بكر بن أبي طاهر ،  قال: أخبرنا الحسن بن معروف ،  قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفهم ،  قال: أخبرنا محمد بن سعد  ، قال: حدثنا محمد بن عمر  ، عن أشياخه ، قال: كان ذو النجادين  يتيما لا مال له ، مات أبوه ولم يورثه شيئا ، فكفله عمه حتى أيسر ، وكان له إبل وغنم ورقيق ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة  جعلت نفسه تتوق إلى الإسلام ولا يقدر عليه لأجل عمه حتى مضت السنون والمشاهد ، فقال لعمه: يا عم ، إني انتظرت إسلامك فلم أرك تريد محمدا ،  فأذن لي في الإسلام ، فقال: والله لئن اتبعت محمدا  لا أترك بيدك شيئا كنت أعطيتكه [إلا نزعته منك] حتى ثوبيك ، فقال: فأنا والله متبع محمدا  وتارك عبادة الحجر والوثن ، وهذا ما بيدي فخذه . فأخذ كل ما أعطاه حتى جرده من إزاره ، فأتى أمه فقطعت له نجادا لها باثنين ، فأتزر بواحدة ، وارتدى الآخر ، ثم أقبل إلى المدينة  ، وكان بروقان   - وهو جبل من جبال مزينة   - فاضطجع في المسجد في السحر ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ، وكان يتصفح وجوه الناس إذا انصرف من الصبح ، فنظر إليه فأنكره ، فقال: "من أنت؟" فانتسب له ، وكان اسمه عبد  [ ص: 377 ] العزى ، فقال: "أنت عبد الله ذو النجادين"  ، ثم قال: "انزل مني قريبا" . فكان في أضيافه ، ويعلمه القرآن حتى قرأ قرآنا كثيرا ، وكان رجلا صيتا ، فكان يقوم في المسجد فيرفع صوته بالقراءة ، فقال  عمر:  يا رسول الله ، ألا تسمع هذا الأعرابي يرفع صوته بالقرآن ، قد منع الناس القراءة؟! فقال: "دعه يا  عمر؛  فإنه خرج مهاجرا إلى الله وإلى رسوله" . 
ثم خرجوا إلى تبوك ، قال ذو النجادين: يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة ابغني لحا سمرة ، فربطها رسول الله صلى الله عليه وسلم على عضده ، وقال: "اللهم إني أحرم دمه على الكفار" ، قال: يا رسول الله ، ليس هذا أردت ، قال: "إنك إذا خرجت غازيا في سبيل الله فأخذتك الحمى فقتلتك فأنت شهيد ، أو وقصتك دابتك فأنت شهيد ولا تبالي بأية كان" . 
فلما نزلوا بتبوك أقاموا بها أياما ، فتوفي عبد الله ، وكان بلال بن الحارث  يقول: 
حضرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع  بلال  المؤذن شعلة من نار عند القبر واقفا بها ، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر ، وإذا أبو بكر   وعمر  يدليانه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "أدنيا إلي أخاكما" ، فلما هيأه لشقه في اللحد ، قال: "اللهم قد أمسيت عنه راضيا فارض عنه" ، فقال ابن مسعود: يا ليتني صاحب هذا القبر . 
129 - عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد ، وهو ابن سلول:  
وسلول  امرأة من خزاعة ،  وهي أم أبي بن مالك .  كان عبد الله  سيد الخزرج  في جاهليتهم ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة  وقد جمعوا له خرزا ليتوجوه ، فحسد ابن أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونافق ، فاتضع شرفه وهو ابن خالة أبي عامر الراهب .  
وكان لعبد الله من الولد: عبد الله ، فأسلم وشهد بدرا ، وكان معه خال أبيه وتثقل عليه صحبة المنافقين مرض عبد الله بن أبي  عشرين يوما بعد أن رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك ، ومات في ذي القعدة ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهده وصلى عليه ووقف على قبره وعزى ابنه عبد الله  عليه .  [ ص: 378 ] 
130 - معاوية بن معاوية الليثي ، ويقال: المزني:   
أخبرنا ابن أبي طاهر ،  عن الجوهري ،  قال: أخبرنا  أبو عمرو بن حيويه  ، قال: 
أخبرنا الحسن بن معروف ،  قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفهم ،  قال: حدثنا محمد بن سعد  ، قال: أخبرنا  يزيد بن هارون ،  قال: أخبرنا العلاء أبو محمد الثقفي ،  قال: 
سمعت  أنس بن مالك ،  قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك ،  فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور لم [نرها طلعت به فيما مضى ، فأتى جبريل  النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: "يا جبريل  ما لي أرى الشمس اليوم طلعت بضياء ونور وشعاع لم] أرها طلعت به فيما مضى؟" ، قال: ذاك أن معاوية بن معاوية الليثي  مات بالمدينة  اليوم فبعث الله سبعين ألف ملك يصلون عليه ، قال: "وفيم ذاك؟" قال: كان يكثر قراءة: قل هو الله أحد  بالليل والنهار وفي ممشاه أو قائما أو قاعدا ، فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض حتى تصلي عليه؟ قال: "نعم" . قال: فصلى عليه ثم رجع .  [ ص: 379 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					