الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ش - هذه معارضة في المقدمة . توجيهها أن يقال : لو لم يتصور وقوع المحال امتنع التصديق بإحالة الجمع بين الضدين ; لأن التصديق بثبوت الصفة للشيء فرع تصور ثبوت ذلك الشيء . فالحكم بإحالة الجمع بين التصديق ، فرع على تصور وقوع الجمع بين الضدين .
وقوله : " لم يعلم " أي لم يصدق به ; لأن العلم قد يخص بالتصديق .
وكذا قوله : " العلم " في قوله : " العلم بصفة الشيء " . أجاب المصنف عنه بأن الجمع المتصور المحكوم بنفيه عن الضدين هو الجمع بين المختلفات التي ليست مضادة . ولا يلزم من تصوره منفيا عن الضدين تصوره ثابتا لهما ، فلا يلزم تصور وقوع المحال .
وفي قوله : " لا يلزم من تصوره منفيا تصوره مثبتا " نظر ; لأن تصور السلب موقوف على تصور الإيجاب ; إذ السلب المطلق غير معقول ابتداء . ولهذا قيل : الإيجاب أبسط من السلب . [ ص: 416 ]