الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - وتمام الماهية : هو المقول في جواب ما هو ، وجزؤها المشترك : الجنس . والمميز : الفصل . والمجموع منهما : النوع .

            التالي السابق


            ش - لما فسر الذاتي أراد أن يبين انحصاره في الجنس والفصل والنوع .

            اعلم أن لكل شيء حقيقة هو بها هو . وهي مغايرة لجميع ما عداها ، لازما كان أو مفارقا . ويسمي تلك الحقيقة : الماهية .

            وسؤال السائل " بما هو " ؟ - بحسب ما تقتضيه كل لغة - هو : طلب حقيقة الشيء . فوجب أن يجاب بتمام الماهية ، ليكون الجواب مطابقا للسؤال .

            [ ص: 70 ] فتمام ماهية الشيء هو المقول في جواب " ما هو " . كالحيوان الناطق المقول في جواب السؤال بما هو ، عن الإنسان .

            وتمام جزء الماهية المشترك هو : الجنس . كالحيوان بالنسبة إلى الإنسان ، فإنه تمام المشترك بين الإنسان وبين غيره من الحيوانات .

            وتمام الجزء المميز لها - كالناطق بالنسبة إلى الإنسان - هو : الفصل .

            ووجه الحصر أن الذاتي إما تمام الماهية أو داخل فيها . [ والأول ] هو المقول في جواب ما هو .

            والثاني إما أن يكون تمام الذاتي المشترك بين الماهية وغيرها ، أو لا . والأول هو : الجنس . والثاني هو : الفصل ، سواء اختص بها أو لم يختص .

            أما إذا اختص بها فظاهر . وأما إذا لم يختص بها فلأنه حينئذ لا يكون جزءا لجميع الماهيات ، وإلا لانتفى البسائط ، فيكون جزءا لبعضها دون بعض ، فيميزها عما لا يكون جزءا له فيكون فصلا .

            فإن قيل على الوجه الذي ذكر المصنف لم ينحصر [ الجزء ] [ ص: 71 ] في الجنس والفصل ; لجواز أن تكون ماهية مركبة من أمرين أو أمور متساوية ، فلم يكن شيء منها جنسا ولا فصلا ; ضرورة عدم اشتراكه وعدم كونه تمام الجزء المميز .

            أجيب بأن هذا الاحتمال غير مطابق للوجود ، ومخالف لأصول القدماء . ولنا برهان دال على امتناعه لا يليق ذكره بهذا الكتاب .

            والمركب من الجنس والفصل : [ النوع ] أعني الإضافي . وقيل : يريد به النوع المطلق . وهو وهم ; لأن النوع يطلق على الإضافي والحقيقي بالاشتراك اللفظي ، لا المعنوي ، حتى يقال للقدر المشترك بينهما النوع المطلق .

            اللهم إلا أن يراد بالمطلق غير ما فهمنا منه . فحينئذ يكون اصطلاحا جديدا .




            الخدمات العلمية