الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفي الأخبار عن الكتب السالفة أن الله تعالى أوحى إلى بعض أنبيائه . عليهم السلام : احذر أن أمقتك فتسقط من عيني فأصب الدنيا عليك صبا .

ولقد كانت عائشة رضي الله عنها : تفرق مائة ألف درهم في يوم واحد يوجهها إليها معاوية وابن عامر وغيرهما وإن درعها لمرقوع ، وتقول لها الجارية : لو اشتريت لك بدرهم لحما تفطرين عليه وكانت صائمة فقالت : لو ذكرتيني لفعلت وكان قد أوصاها رسول الله : صلى الله عليه وسلم : وقال : إن أردت اللحوق بي فعليك بعيش الفقراء ، وإياك ومجالسة الأغنياء ولا تنزعي درعك حتى ترقعيه .

وجاء رجل إلى إبراهيم بن أدهم بعشرة آلاف درهم ، فأبى عليه أن يقبلها فألح ، عليه الرجل ، فقال له إبراهيم : أتريد أن أمحو اسمي من ديوان الفقراء بعشرة آلاف درهم لا أفعل ذلك أبدا رضي الله عنه .

.

التالي السابق


(وفي الأخبار عن الكتب السالفة أن الله تعالى أوحى إلى بعض أنبيائه: احذر أن أمقتك فتسقط من عيني فأصب عليك الدنيا صبا) نقله صاحب القوت (ولقد كانت عائشة - رضي الله عنها - تفرق مائة ألف درهم في يوم واحد يوجهها إليها معاوية) بن أبي سفيان (وابن عامر) عبد الله (وغيرهما وإن درعها لمرقوع، وتقول لها الجارية: لو اشتريت لك بدرهم لحما تفطرين عليه وكانت صائمة فقالت: لو ذكرتني لفعلت) تقدم، وأن الذي أرسل إليها مائة ألف درهم هو عبد الله بن الزبير وأن الجارية هي مولاتها أم درة (وكان قد أوصاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: إن أردت اللحوق بي فعليك بعيش الفقراء، وإياك ومجالسة الأغنياء ولا تستخلقي ثوبا حتى ترقعيه) .

قال العراقي: رواه الترمذي وقال غريب، والحاكم وصححه نحوه من حديثها. اهـ .

قلت: لفظ الحاكم: إن أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب، وإياك ومجالسة الأغنياء ولا تستخلقي ثوبا حتى ترقعيه، وقد رواه البيهقي كذلك .

(وجاء رجل إلى إبراهيم) بن أدهم - رحمه الله تعالى - (بعشرة آلاف درهم، فأبى عليه أن يقبلها، وألح عليه الرجل، فقال إبراهيم: أتريد أن أمحو اسمي من ديوان الفقراء بعشرة آلاف درهم لا أفعل ذلك أبدا) رواه القشيري في الرسالة بلفظ: أن رجلا أتى إبراهيم بن أدهم بعشرة آلاف درهم فأبى أن يقبلها وقال: تريد أن تمحو اسمي من ديوان الفقراء بعشرة آلاف درهم لا أفعل. والله الموفق .




الخدمات العلمية