الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
خامسا: التعليم والثقافة

ولا يخفى أن الغزو الفكري، ينتشر من خلال مدارس التعليم ومعاهده وجامعاته أفضل من أي مظهر آخر.

وقد دخل الغزو الفكري إلى العالم الإسلامي، من باب يخيل إلى السطحيين من الناس أنه الباب الطبيعي. إذ حمل اسم العلم والمعرفة والتمدن. يقول القس زويمر : (المدارس أحسن ما يعول عليه المبشرون في التحكم بالمسلمين) [1] .

ومن المعروف أن المسلمين أقبلوا على هـذه المدارس بكثرة كاثرة، يلتهمون كل ما احتجنته من عقيدة وفكر، لا يميزون صحيحها من فاسدها، ونفعها من ضرها [2] .

وبما أن الثقافة ليست علوما ومعارف وأدبا وفنونا فحسب، بل مناهج فكر وخلق، تصطبغ حياة الأمة بصبغتها في شتى ضروب نشاطها، فإن (الغزو الفكري) استطاع من خلال الثقافة، أن يلقي بمزيج من الأخلاط الغربية الملتمسة من الفكر الغريب المنحرف، والتوجيه الفاسد، القائم على التخطيط الشرير [3] . [ ص: 69 ]

ولذا قام الغزو الفكري بالدعوة إلى الأغراض الآتية:

1- الدعوة إلى إضعاف العلاقة بين المسلمين بقطع الروابط الثقافية وإحياء الثقافات الجاهلية.

2- الدعوة إلى العامية، و إلى تطوير اللغة.

3- إيجاد الشعور بالتبعية الثقافية، والشعور بمركب النقص.

4- دفع الجامعات إلى الاعتماد على كتب المستشرقين العلمية.

5- توهين جهود المخلصين الثقافية والإبداعية.

6- تمجيد القيم الغربية، وتسفيه القيم الإسلامية، والدعوة إلى نبذها.

7- لفت المجتمعات إلى القشور، وإلهائها عما يفيد وينفع.

8- إحياء المذاهب الفلسفية والجدلية، والبعد عن الأساليب العلمية.

9- إنشاء الموسوعات التاريخية الإسلامية، وبذر الشكوك ولي الحقائق فيها.

10- الحرص على تكوين جيل مثقف، يحمل راية الاستشراق والدعوة إليه. [4]

11- الدعوة إلى تدريس العلوم الطبية وغيرها بلغات غير اللغة العربية، ليظل المسلم عنده إحساس بعجز اللغة العربية لغة القرآن.

التالي السابق


الخدمات العلمية