الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
24 - باب كيف يؤخذ زكاة النخل والعنب؟

8169 - أخبرنا أبو زكريا ، وأبو بكر ، وأبو سعيد ، قالوا: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا عبد الله بن نافع ، عن محمد بن صالح التمار ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب [ ص: 109 ] ، عن عتاب بن أسيد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "في زكاة الكرم يخرص كما يخرص النخل، ثم تؤدى زكاته زبيبا، كما تؤدى زكاة النخل تمرا" .

8170 - وبهذا الإسناد: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعث من يخرص على الناس كرومهم، وثمارهم" .

8171 - قال: الشافعي في رواية أبي سعيد : وأحسب أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بخرص النخل والعنب لشيئين: أحدهما، أن ليس لأهله منع الصدقة منه وأنهم مالكون لتسعة أعشاره، وعشره لأهل السهمان.

8172 - وكثير من منفعة أهله به إنما تكون إذا كان رطبا وعنبا، لأنه أغلى ثمنا منه تمرا أو زبيبا، فلو منعوه رطبا أو عنبا ليؤخذ عشره أضر بهم، ولو ترك خرصه، ضيع حق أهل السهمان فيه فإنه يؤخذ، ولا يحصى، فخرص والله أعلم، وخلي بينهم وبينه للرفق بهم، والاحتياط لأهل السهمان.

8173 - أخبرنا أبو بكر ، وأبو زكريا ، وأبو سعيد ، قالوا: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا مالك ، عن ابن شهاب [ ص: 110 ] ، عن سعيد بن المسيب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليهود خيبر حين افتتح خيبر : "أقركم فيها ما أقركم الله عز وجل، على أن الثمر بيننا وبينكم" قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث عبد الله بن رواحة ، فيخرص عليهم، ثم يقول: "إن شئتم فلكم، وإن شئتم فلي، فكانوا يأخذونه" .

8174 - وبهذا الإسناد قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا مالك ، عن ابن شهاب ، عن سليمان بن يسار : "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعث عبد الله بن رواحة ، فيخرص بينه وبين يهود" .

8175 - ولم يزد على هذا في "الجديد"، ورواه في "القديم" ، وزاد: فيخرص بينه وبين يهود خيبر ، فجمعوا له حليا من حلي نسائهم، فقالوا: هذا لك، وخفف عنا، وتجاوز في القسم، فقال عبد الله بن رواحة : يا معشر يهود، والله إنكم لمن أبغض خلق الله إلي، وما ذلك بحاملي أن أحيف عليكم، فأما الذي عرضتم من الرشوة، فإنها سحت، وإنا لا نأكلها، فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض.

8176 - أخبرناه أبو نصر بن قتادة ، أخبرنا أبو عمرو بن بجيد ، حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي قال: حدثنا ابن بكير ، حدثنا مالك ، فذكره.

8177 - وقد روينا معنى هذا، والذي قبله في حديث إبراهيم بن طهمان ، عن أبي الزبير ، عن جابر موصولا.

8178 - وروينا عن عائشة : "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث عبد الله بن رواحة إلى اليهود، فيخرص النخل حين يطيب أول التمر، قبل أن يؤكل منه، ثم يخبر يهود [ ص: 111 ] يأخذونه بذلك الخرص؟ أم يدفعونه إليهم بذلك الخرص؟ لكي تحصى الزكاة، قبل أن تؤكل الثمار وتفرق" .

8179 - أخبرناه أبو بكر بن الحارث قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا أبو بكر النيسابوري قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: علي : ح وحدثنا ابن صاعد قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، أنها قالت: وهي تذكر شأن خبير : وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث بابن رواحة ، فذكره.

[ ص: 112 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية