الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
9044 - قال: وحدثنا أبو العباس قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يصم أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم قبله يوما أو بعده يوما " ، رواه مسلم في الصحيح، عن يحيى ، عن أبي معاوية ، وأخرجاه من حديث حفص بن غياث ، عن الأعمش .

9045 - وبمعناه أخرجه البخاري من حديث جويرية بنت الحارث ، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة، فقال: أصمت؟ " قالت: لا قال: "تريدين أن تصومي غدا؟" قالت: لا قال: "فأفطري" .

[ ص: 375 ] 9046 - أخبرنا أبو إسحاق قال: أخبرنا شافع قال: أخبرنا أبو جعفر قال: حدثنا المزني قال: حدثنا الشافعي قال: أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن يحيى بن جعدة ، عن عبد الله بن عمرو القاري قال: سمعت أبا هريرة ، يقول: "ما أنا نهيت عن صيام يوم الجمعة ولكن محمدا صلى الله عليه وسلم، ورب هذا البيت قاله" .

9047 - قال أحمد : وهذا الحديث إنما سمعه الشافعي ، مطلقا في النهي، فجرى على إطلاقه في النهي عن صومه على الاختيار لمن كان إذا صام منعه من الصلاة ما لو كان مفطرا فعله.

9048 - قال: والحجة في ذلك ما ذكرت عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان، ومن صام شهرا صام فيه جمعا، وإذا كان النهي مقيدا بإفراده بالصوم لم يكن في حديث عائشة فيه حجة من هذا الوجه، إلا أن يقول قائل: إذا جاز صومه مع غيره جاز منفردا، ومتابعة السنة أولى، وبالله التوفيق.

التالي السابق


الخدمات العلمية