الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6 - من أصبح جنبا في شهر رمضان

8629 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر ، وأبو زكريا ، قالوا: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا مالك ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري ، عن أبي يونس، مولى عائشة عن عائشة ، أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو واقف على الباب، وأنا أسمع: يا رسول الله إني أصبح جنبا، وأنا أريد الصيام، فقال صلى الله عليه وسلم: "وأنا أصبح جنبا، وأنا أريد الصيام فأغتسل وأصوم"، فقال له الرجل: يا رسول الله إنك لست مثلنا قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: "والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتقي" ، أخرجه مسلم في الصحيح من حديث إسماعيل بن جعفر ، عن عبد الله بن عبد الرحمن .

[ ص: 251 ] 8630 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر ، وأبو زكريا ، قالوا: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا مالك ، عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، يقول: كنت أنا وأبي عند مروان بن الحكم ، وهو أمير المدينة فذكر له أن أبا هريرة ، يقول: من أصبح جنبا أفطر ذلك اليوم، فقال: مروان : أقسمت عليك يا عبد الرحمن لتذهبن إلى أمي المؤمنين، عائشة وأم سلمة ، فلتسألنهما عن ذلك، فذهب عبد الرحمن ، وذهبت معه حتى دخلنا على عائشة فسلم عليها، ثم قال: يا أم المؤمنين إنا كنا عند مروان بن الحكم فذكر له أن أبا هريرة يقول: من أصبح جنبا أفطر ذلك اليوم قالت عائشة : ليس كما قال أبو هريرة ، يا عبد الرحمن ، أترغب عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع؟ فقال عبد الرحمن : لا والله قالت عائشة : "فأشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يصبح جنبا من جماع غير احتلام، ثم يصوم ذلك اليوم" قال: ثم خرجنا، حتى دخلنا على أم سلمة ، فسألها عن ذلك فقالت مثل ما قالت عائشة قال: فخرجنا حتى جئنا مروان بن الحكم فذكر له عبد الرحمن ما قالتا، فقال مروان : أقسمت عليك يا أبا محمد لتركبن دابتي فإنها بالباب فلتذهبن إلى أبي هريرة ، فإنه بأرضه بالعقيق ، فلتخبرنه ذلك، فركب عبد الرحمن ، وركبت معه، حتى أتينا أبا هريرة فتحدث معه عبد الرحمن ساعة ثم ذكر له ذلك، فقال له أبو هريرة : لا علم لي بذاك، إنما أخبرنيه مخبر.

8631 - رواه البخاري في الصحيح من حديث مالك ، وشعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، وفي حديث شعيب قال أبو هريرة : "كذلك، حدثني الفضل بن العباس ، وهو أعلم".

8632 - وأخرجه مسلم من حديث عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن ، عن [ ص: 252 ] أبيه، وفيه: فقال: أبو هريرة : سمعت ذلك عن الفضل بن العباس ، ولم أسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم قال: فرجع أبو هريرة عما كان يقول في ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية