الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
8970 - قال أحمد : وقد روينا عن الحكم بن الأعرج : أنه سأل ابن عباس : عن صوم يوم عاشوراء ؟ فقال: "إذا رأيت هلال المحرم فاعدد، فإذا كان يوم التاسع فأصبح صائما"، قلت: هكذا كان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: "نعم" .

8971 - وكأنه أراد بقوله له: نعم، ما روي في الحديث قبله، عن عزمه صلى الله عليه وسلم على صومه، والله أعلم.

8972 - وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال: أخبرنا جعفر بن عوانة قال: أخبرنا ابن أبي ذئب ، عن شعبة، مولى ابن عباس قال: "كان ابن عباس يصوم عاشوراء يومين يوالي بينهما مخافة أن يفوته" .

8973 - وفي هذا الأثر تأكيد لما قال الشافعي رحمه الله تعالى من الاحتمال الأول وقيل: عن ابن أبي ذئب .

8974 - كما أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد [ ص: 352 ] الصفار قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا ابن أبي ذئب ، عن القاسم بن عياش ، أو ابن عباس : شك ابن يونس ، عن عبد الله بن عمير ، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عشت إن شاء الله صمت اليوم التاسع" ، مخافة أن يفوته يوم عاشوراء.

8975 - وكذلك رواه أحمد بن نجدة ، عن أحمد بن يونس ، وأخرجه مسلم كما مضى دون هذه الزيادة.

8976 - وأما قول الشافعي : ويحتمل أن يكون التاسع هو عاشوراء فإنما قال ذلك لأنه يحتمل أن يكون تأول فيه: عشر الورد أنها تسعة أيام، والعرب تقول: وردت الإبل عشرا إذا وردت يوم التاسع، ومن هذا قالوا: عشرى، ولم يقولوا عشرين، لأنهم جعلوا ثمانية عشر يوما عشرين، واليوم التاسع عشر والمكمل عشرين طائفة من الورد الثالث، فجمعوه بذلك، وهذا الذي حكيت من قول أبي منصور الأزهري رحمه الله.

[ ص: 353 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية