الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
52 - باب الاختيار في صدقة التطوع

[ ص: 206 ] 8501 - قال الشيخ أحمد : كتب إلي عبد الملك بن الحسن بن محمد بن إسحاق : أن أبا عوانة أخبرهم قال: حدثنا أبو إبراهيم المزني قال: حدثنا الشافعي قال: أخبرنا أنس بن عياض ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه، عن أبي هريرة سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "خير الصدقة، عن ظهر غنى، وليبدأ أحدكم بمن يعول" .

8502 - قال أحمد : ورواه وهيب بن خالد ، عن هشام ، عن أبيه، عن حكيم بن حزام ، وعن هشام ، عن أبيه، عن أبي هريرة ، وأخرجه البخاري في الصحيح بالإسنادين جميعا.

8503 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في آخرين، قالوا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: أخبرنا أنس بن عياض ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه: أنه أخبره عبد الله بن عبد الله ، عن ريطة بنت عبد الله ، امرأة عبد الله بن مسعود ، وأم ولده قال: وكانت امرأة صناعا، وليس لعبد الله بن مسعود مال، وكانت تنفق عليه وعلى ولده من ثمن صنعتها، فقالت: والله لقد شغلتني أنت وولدك، عن الصدقة، فما أستطيع أن أتصدق معكم، فقال: فما أحب إن لم يكن لك في ذلك أجر أن تفعلي، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله إني امرأة ذات صنعة وأبيع منها، وليس لي ولا لولدي ولا لزوجي شيء، فشغلوني، فلا أتصدق، فهل لي [ ص: 207 ] في ذلك أجر؟ فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: "لك في ذلك أجر ما أنفقت عليهم، فأنفقي عليهم" .

8504 - رواه الشافعي، عن أنس بن عياض ، مختصرا.

8505 - وأخرجه البخاري ، ومسلم في الصحيح، من حديث عمرو بن الحارث ، عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود أنها قالت: لبلال : سل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله، فقال: "نعم، لها أجران، أجر القرابة، وأجر الصدقة" .

8506 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يونس بن حبيب قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا محمد بن أبي حميد قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري ، عن أبيه قال: أتى عمر بن الخطاب على عمرو بن أمية ، وهو يساوم بمرط في السوق، فقال: ما تصنع يا عمرو ؟ قال: أشتري هذا فأتصدق به، فقال له عمر : فأنت إذن أنت قال: ثم مضى، ثم رجع، فقال: يا عمرو : ما صنع المرط؟ قال: اشتريته، فتصدقت به قال: على من؟ قال: على الرفيقة قال: ومن الرفيقة؟ قال: امرأتي قال: وتصدقت به على امرأتك؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "ما أعطيتموهن من شيء فهو لكم صدقة" قال: يا عمرو لا تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: والله لا أفارقك حتى تأتي عائشة فتسألها قال: فانطلقا حتى دخلا على عائشة ، فقال: لها عمرو : يا أمتاه هذا عمر ، يقول لي: لا تكذب على رسول [ ص: 208 ] الله صلى الله عليه وسلم ، نشدتك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "ما أعطيتموهن من شيء فهو لكم صدقة" فقالت: اللهم نعم، اللهم نعم.

8507 - رواه الشافعي ، عن أنس بن عياض ، عن حماد بن أبي حميد وهو محمد بن أبي حميد يقال له: محمد وحماد ، ليس بالقوي في الحديث.

التالي السابق


الخدمات العلمية