الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ش - اعلم أن nindex.php?page=treesubj&link=20922المراد من قول النحاة : إن الحرف لا يستقل بالمفهومية : أن نحو " من " و " إلى " شرط الواضع في دلالتها على معناها الإفرادي ذكر متعلقها ، على معنى أن الواضع نص على أن " من " و " إلى " إذا ذكر متعلقهما معا ، كان معناهما : الابتداء والانتهاء . وإذا لم يذكر معهما ما هو متعلقهما لم يكن لهما معنى أصلا ، لا الابتداء والانتهاء ولا غيرهما .
واحترز بقوله : " الإفرادي " عن الاسم والفعل ; فإن [ كل واحد ] منهما في دلالته على المعاني التركيبية ، أعني المعاني التي تكون له حالة التركيب ، مشروطة بذكر متعلقه . فإن كون الاسم فاعلا ، إنما هو باعتبار الفعل ، وكون الفعل خبرا إنما هو باعتبار المبتدأ .
[ ص: 264 ] لكن لم يشترط في دلالتهما على معانيهما الإفرادية ذكر متعلقهما . وذلك لأن نحو " الابتداء " و " الانتهاء " وكذا " ابتدأ " و " انتهى " لم يشترط في دلالتها على معانيها الإفرادية ذكر متعلقها ، ولهذا يفهم معنى الابتداء والانتهاء .
وكذا معنى " ابتدأ " و " انتهى " بدون ذكر متعلقها . بخلاف " من " و " إلى " فإن معناهما لا يفهم من غير أن يذكر متعلقهما .
فإن قيل : " من " و " إلى " يفهم منها الابتداء والانتهاء بدون ذكر متعلقهما .
أجيب بأن الابتداء والانتهاء فهما منهما حالة اعتبار متعلقهما ، وإن لم يصرح به .
وإنما مثل من الأسماء بـ " الابتداء " و " الانتهاء " ، ومن الأفعال بـ " ابتدأ " و " انتهى " ; ليعلم أنه إذا عبر عن الابتداء والانتهاء بمجرد لفظ " من " و " إلى " ولم يذكر متعلقهما ، لم يدلا عليهما . وإذا عبر عن الابتداء والانتهاء بالاسم أو الفعل ، فهما بدون ذكر متعلقهما .