الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ش - أجاب المصنف عنه بأن أبا جهل وأمثاله كلفوا بتصديق الرسول - عليه السلام - فيما جاء به ، وتصديق الرسول - عليه السلام - فيما جاء به أمر ممكن في نفسه . وإخبار الرسول - عليه السلام - بأنهم لا يصدقونه ، كإخبار نوح - عليه السلام - في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن والممكن لا يخرج عن إمكانه بخبر الرسول بعدم وقوعه ، وبعلم الله تعالى [ أيضا ] بعدم وقوعه . غاية ما في الباب أنه يكون ممتنعا بسبب الغير .
والعلم والامتناع بالغير لا ينافي الإمكان بحسب الذات . فلا يكون تكليفهم بتصديق الرسول تكليفا بالممتنع لذاته الذي هو المتنازع فيه .
نعم لو كلفوا بتصديقه بعد علمهم بأنهم لا يصدقونه ، لانتفت فائدة التكليف : لأن nindex.php?page=treesubj&link=20704فائدة التكليف ، الابتلاء والاختبار ، وهو لا يتصور [ ص: 423 ] مع علم المكلف بعد صدور الفعل منه . ومثل هذا التكليف - وهو nindex.php?page=treesubj&link=28077التكليف بالفعل مع علم المكلف بعدم وقوع الفعل منه - غير واقع .