7310 ص: واحتجوا في ذلك بما حدثني به غير واحد من أصحابنا، منهم: علي بن سعيد بن بشير ، عن أبي همام الوليد بن شجاع السكوني، قال: ثنا ، قال: ثنا أبي ، قال: ثنا أبو خيثمة الحسن بن حر، قال: حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك ، عن حدثني محمد بن عمرو بن عطاء، ، عن مالك عباس -أو عياش- بن سهل الساعدي - رضي الله عنه - أبو هريرة، ، وأبو أسيد، ، وأبو حميد الساعدي ، والأنصار: " ، أنهم تذاكروا الصلاة، فقال : أنا أعلمكم بصلاة رسول الله -عليه السلام-، اتبعت ذلك من رسول الله -عليه السلام-، قالوا: فأرنا، فقام يصلي وهم ينظرون فكبر ورفع [ ص: 477 ] يديه في أول التكبير ...." ثم ذكر حديثا طويلا ذكر فيه أنه أبو حميد: لما رفع رأسه من السجدة الثانية من الركعة الأولى قام ولم يتورك. . وكان في مجلس فيه أبوه، وكان من أصحاب رسول الله -عليه السلام-، وفي المجلس
فلما جاء هذا الحديث على ما ذكرنا، وخالف الحديث الأول احتمل أن يكون ما فعله رسول الله -عليه السلام- في الحديث الأول لعلة كانت به فقعد من أجلها، لا لأن ذلك من سنة الصلاة كما قد كان - رضي الله عنهما - يتربع في الصلاة، فلما سئل عن ذلك قال: إن رجلي لا تحملني فكذلك يحتمل أن يكون ما فعله رسول الله -عليه السلام- من ذلك القعود كان لعلة أصابته حتى لا يضاد ذلك ما روي عنه في الحديث الآخر ولا يخالفه، وهذا أولى بنا من حمل ما روي عنه على التضاد والتنافي، وفي حديث ابن عمر أبي حميد أيضا: فيه حكاية أبي حميد ما حكى بحضرة جماعة من أصحاب رسول الله -عليه السلام- فلم ينكر ذلك عليه أحد منهم، فدل ذلك أن ما عندهم في ذلك غير مخالف لما حكاه لهم.
وفي حديث مالك بن الحويرث من كلام أيوب أن ما كان عمرو بن سلمة يفعل من ذلك لم يكن يرى الناس يفعلونه، وهو فقد رأي جماعة من أجلة التابعين، فذلك حجة في دفع ما روي عن أبي قلابة، عن مالك أن يكون سنة.