الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6077 ص: وقد روى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك: ما قد حدثنا فهد بن سليمان ، قال: ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ، قال: أنا أبو أسامة ، عن الوليد بن كثير أنه قال: حدثني عمرو بن شعيب ، عن عمرو ، وعاصم ابني سفيان بن عبد الله بن ربيعة ، أن أباهما سفيان بن عبد الله وجد عيبة فأتى بها عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فقال: عرفها سنة، فإن عرفت فذاك، وإلا فهي لك، قال: فعرفتها سنة فلم تعرف، فأتى عمر - رضي الله عنه - العام القابل في الموسم فأخبره بذلك، فقال: هي لك، وقال: إن رسول الله -عليه السلام- أمرنا بذلك، فأبى سفيان أن يأخذها فأخذها منه عمر - رضي الله عنه - فجعلها في بيت مال المسلمين". .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح ورجاله كلهم ثقات، وأبو أسامة حماد بن أسامة بن زيد الكوفي ، وعمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وعمرو وعاصم ابنا سفيان بن عبد الله بن ربيعة ثقتان، وسفيان بن عبد الله الثقفي الطائفي الصحابي - رضي الله عنه -.

                                                [ ص: 414 ] وأخرجه البيهقي في "سننه": من حديث أبي أسامة ، عن الوليد بن كثير، حدثني عمرو بن شعيب ، عن عمرو وعاصم ابني سفيان بن عبد الله بن ربيعة، أن أباهما وجد عيبة فأتى بها عمر - رضي الله عنه -، فقال: عرفها سنة، فإن عرفت فذاك، وإلا فهي لك، فلم تعرف، فلقيه بها القابل في الموسم، فذكرها له، فقال عمر - رضي الله عنه -: هي لك، فإن رسول الله -عليه السلام- أمرنا بذلك، قال: لا حاجة لي فيها، فجعلها في بيت المال".

                                                وأخرجه النسائي: عن إسحاق بن إبراهيم ، عن عيسى بن يونس ، عن الوليد بن كثير -قال عيسى: وكان ثقة- عن عمرو بن شعيب ، عن عاصم وعمرو ابني سفيان بن عبد الله ... فذكره بطوله عمرو .

                                                قوله: "عيبة" بفتح العين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفتح الباء الموحدة، وهي ما يجعل فيه الثياب، وهي بالفارسية حامه دان.




                                                الخدمات العلمية