الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6018 ص: فإن قال قائل: فهل روي عن النبي -عليه السلام- في ذلك شيء يدل على ما ذكرت في المنع من الاستعجال على تعليم القرآن؟

                                                قيل له: نعم، قد روي عن النبي -عليه السلام- في ذلك أنه قال: "لا تأكلوا بالقرآن".

                                                وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنه قال: "قد كنت أقرئ أناسا من أهل الصفة القرآن فأهدى إلي رجل منهم قوسا على أن أقبلها في سبيل الله، فذكرت ذلك لرسول الله -عليه السلام-، فقال: إن أردت أن يطوقك الله بها طوقا من نار فاقبلها".

                                                وقد ذكرنا ذلك بأسانيده فيما تقدم من كتابنا هذا في باب: "التزويج على سورة من القرآن في كتاب النكاح".

                                                التالي السابق


                                                ش: الاستجعال: طلب الجعل.

                                                قوله: "لا تأكلوا بالقرآن" هذا حديث أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" مسندا: حدثنا عفان بن مسلم، نا أبان بن يزيد العطار، حدثني يحيى بن أبي كثير ، عن زيد هو ابن أبي سلام ممطور الحبشي ، عن أبي راشد الحراني ، عن عبد الرحمن بن شبل، سمعت رسول الله -عليه السلام- يقول: "تعلموا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به".

                                                [ ص: 362 ] وأخرجه الطحاوي أيضا في باب التزويج على سورة من القرآن: عن إبراهيم ابن مرزوق ، عن أبي عامر العقدي ، عن علي بن المبارك ، عن يحيى بن أبي كثير ... إلى آخره نحوه.

                                                قوله: "ولا تغلوا" من الغلو -بالغين المعجمة- وهو التشدد والمجاوزة عن الحد.

                                                قوله: "ولا تجفوا عنه" أي تعاهدوه ولا تبعدوا عن تلاوته، وهو من الجفاء وهو البعد عن الشيء.

                                                قوله: "ولا تأكلوا به" أي بمقابلة القرآن، أراد: لا تجعلوا له عوضا من سحت الدنيا.

                                                قوله: "وعن عبادة بن الصامت...إلى آخره" أخرجه الطحاوي هناك أيضا: عن أبي أمية ، عن أبي عاصم ، عن المغيرة بن زياد ، عن عبادة بن نسي ، عن الأسود بن ثعلبة ، عن عبادة .

                                                وأخرجه أبو داود أيضا والحاكم في "مستدركه" وصححه.




                                                الخدمات العلمية