وقال بعض العارفين : أهل أولها ترك الشهوة ، وهذه درجة التائبين وثانيها ، الرضا بالمقدور ، وهذه درجة الزاهدين وثالثها ، المحبة لما يصنع به مولاه ، وهذه درجة الصديقين . الصبر على ثلاثة مقامات ،
وسنبين في كتاب المحبة أن مقام المحبة أعلى من الرضا ، كما أن مقام الرضا أعلى من مقام الصبر وكأن هذا الانقسام يجري في صبر خاص وهو الصبر على المصائب والبلايا .
واعلم أن الصبر أيضا ينقسم باعتبار حكمه إلى فرض ، ونفل ، ومكروه ، ومحرم ، فالصبر عن المحظورات فرض ، وعلى المكاره نفل ، والصبر على الأذى المحظور محظور ، كمن تقطع يده أو يد ولده وهو يصبر عليه ساكتا ، وكمن يقصد حريمه بشهوة محظورة فتهيج غيرته فيصبر عن إظهاره الغيرة ، ويسكت على ما يجري على أهله ، فهذا الصبر محرم ، والصبر المكروه هو الصبر على أذى يناله بجهة مكروهة في الشرع فليكن الشرع محك الصبر فكون الصبر نصف الإيمان لا ، ينبغي أن يخيل إليك أن جميعه محمود بل المراد به أنواع من الصبر مخصوصة .