والأخبار الواردة في أكثر من أن تحصى أسباب الرجاء
وأما الآثار فقد قال كرم الله وجهه : من أذنب ذنبا فستره الله عليه في الدنيا فالله أكرم من أن يكشف ستره في الآخرة ، ومن أذنب ذنبا فعوقب عليه في الدنيا فالله تعالى أعدل من أن يثني عقوبته على عبده في الآخرة وقال الثوري ما أحب أن يجعل حسابي إلى أبوي لأني أعلم أن علي الله تعالى أرحم بي منهما
وقال بعض السلف : المؤمن إذا عصى الله تعالى ستره عن أبصار الملائكة كيلا تراه فتشهد عليه
وكتب محمد بن مصعب إلى أسود بن سالم بخطه إن العبد إذا كان مسرفا على نفسه فرفع يديه يدعو : ويقول يا رب حجبت الملائكة صوته وكذا الثانية والثالثة حتى إذا قال الرابعة يا ربي قال الله تعالى : حتى متى تحجبون عني صوت عبدي ؟! قد علم عبدي أنه ليس له رب يغفر له الذنوب غيري ، أشهدكم إني قد غفرت له وقال رحمة الله عليه خلا لي الطواف ليلة وكانت ليلة مطيرة مظلمة فوقفت في الملتزم عند الباب ، فقلت : يا رب اعصمني حتى لا أعصيك أبدا ، فهتف بي هاتف من البيت : يا إبراهيم بن أدهم إبراهيم ، أنت تسألني العصمة ، وكل عبادي المؤمنين يطلبون مني ذلك ، فإذا عصمتهم فعلى من أتفضل ولمن أغفر ؟! : وكان الحسن يقول : لو لم يذنب المؤمن لكان يطير في ملكوت السماوات ، ولكن الله تعالى قمعه بالذنوب وقال الجنيد رحمه الله تعالى إن بدت عين من الكرم ألحقت المسيئين بالمحسنين
ولقي مالك بن دينار أبانا فقال له : إلى كم تحدث الناس بالرخص فقال : يا أبا يحيى إني لأرجو أن ترى من عفو الله يوم القيامة ما تخرق له كساءك هذا من الفرح
وفي حديث ربعي بن حراش عن أخيه وكان وهو : ممن تكلم بعد الموت قال لما مات أخي سجي بثوبه ، وألقيناه على نعشه ، فكشف الثوب عن وجهه ، واستوى قاعدا ، وقال : إني لقيت ربي عز وجل فحياني بروح وريحان وربي غير غضبان ، وإني رأيت الأمر أيسر مما تظنون فلا تفتروا : وإن من خيار التابعين محمدا صلى الله عليه وسلم ينتظرني وأصحابه حتى أرجع إليهم ،
قال ثم طرح نفسه ، فكأنها كانت حصاة وقعت في ، طشت فحملناه ودفناه
.