السادس : ، ولم يجعله ظالما ، وجعل ذلك نقصا في دنياه لا نقصا في دينه فقد شكا بعض الناس إلى عالم أنه قطع عليه الطريق ، وأخذ ماله ، فقال إن لم يكن لك غم أنه قد صار في المسلمين من يستحل هذا أكثر من غمك بمالك ، فما نصحت للمسلمين . أن يغتم لأجل السارق وعصيانه وتعرضه لعذاب الله تعالى ، ويشكر الله تعالى ؛ إذ جعله مظلوما
وسرق من علي بن الفضيل دنانير ، وهو يطوف بالبيت فرآه أبوه وهو يبكي ، ويحزن فقال : أعلى الدنانير تبكي ؟ فقال : لا والله ، ولكن على المسكين أن يسأل يوم القيامة ، ولا تكون له حجة .
وقيل لبعضهم ادع على من ظلمك ، فقال : إني مشغول بالحزن عليه عن الدعاء عليه ، فهذه أخلاق السلف رضي الله عنهم أجمعين .