ومنها : أن يكون مستهترا بذكر الله تعالى : لا يفتر عنه لسانه ولا يخلو عنه قلبه فمن أحب شيئا أكثر بالضرورة من ذكره وذكر ما يتعلق به ؛ وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب كل من ينسب إليه : فإن من يحب إنسانا يحب كلب محلته فالمحبة إذا قويت تعدت من المحبوب إلى كل ما يكتنف بالمحبوب ويحيط به ويتعلق بأسبابه ، وذلك ليس شركة في الحب فإن من أحب رسول المحبوب ؛ لأنه رسوله وكلامه ؛ لأنه كلامه فلم يجاوز حبه إلى غيره ، بل هو دليل على كمال حبه ، ومن غلب حب الله على قلبه أحب جميع خلق الله ؛ لأنهم خلقه فكيف لا يحب القرآن والرسول وعباد الله الصالحين ؟! وقد ذكرنا تحقيق هذا في كتاب الأخوة والصحبة ؛ ولذلك قال تعالى : فعلامة حب الله حب ذكره وحب القرآن الذي هو كلامه قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وقال رسول الله : صلى الله عليه وسلم : وقال أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لله تعالى سفيان : من أحب من يحب الله تعالى فإنما أحب الله ومن أكرم من يكرم الله تعالى فإنما ، يكرم الله .
وحكي عن بعض المريدين قال : كنت قد وجدت حلاوة المناجاة في سن الإرادة : فأدمنت : قراءة القرآن ليلا ونهارا ثم لحقتني فترة : فانقطعت عن التلاوة ، قال : فسمعت قائلا يقول في المنام : إن كنت تزعم أنك تحبني فلم جفوت كتابي ؟! أما تدبرت ما فيه من لطيف عتابي ؟! قال فانتبهت : وقد أشرب في قلبي محبة القرآن فعاودت إلى حالي .
وقال لا ينبغي أن يسأل أحدكم عن نفسه إلا القرآن ، فإن كان يحب القرآن فهو يحب الله : عز وجل : وإن لم يكن يحب القرآن فليس يحب الله . ابن مسعود
وقال : سهل رحمة الله تعالى عليه : علامة حب الله حب القرآن ، وعلامة حب الله وحب القرآن حب النبي : صلى الله عليه وسلم ، وعلامة حب النبي : صلى الله عليه وسلم : حب السنة ، وعلامة حب السنة حب الآخرة ، وعلامة حب الآخرة بغض الدنيا ، وعلامة بغض الدنيا أن لا يأخذ منها إلا زادا وبلغة إلى الآخرة .