[رجوعه صلى الله عليه وسلم من الطائف   ] . 
ومن الحوادث: أنه لما رجع من الطائف  لم يمكنه دخول مكة  إلا بجوار ،  وذلك أنه لما دنا من مكة  علم أن قومه أشد عليه مما كانوا ، فأرسل بعض أهل مكة  إلى الأخنس بن شريق  فقال له: "هل أنت مجيري حتى أبلغ رسالة ربي؟" . 
فقال له الأخنس:  إن الحليف لا يجير على الصريح . 
قال: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: تعود؟ قال: نعم . قال: فأت  سهيل بن عمرو  فقل له: إن محمدا يقول لك: هل أنت مجيري حتى أبلغ رسالات ربي؟ فقال له ذلك ، فقال: إن بني عامر بن لؤي  لا تجير على بني كعب .  فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره . قال: تعود؟ قال: نعم . قال: ائت المطعم بن عدي  فقل له: إن محمدا  يقول لك: هل أنت مجيري حتى أبلغ رسالات ربي؟ قال: نعم فليدخل . 
فرجع فأخبره وأصبح المطعم بن عدي  قد لبس سلاحه هو وبنوه وبنو أخيه ، فدخلوا المسجد ، فلما رآه أبو جهل قال: أمجير أم متابع؟ قال: بل مجير ، قال: أجرنا من أجرت؟ 
 [ ص: 16 ] 
فدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة  وأقام بها ، وكان يقف بالموسم على القبائل فيقول: "يا بني فلان ، إني رسول الله إليكم ، يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا"  فكان يمشي خلفه أبو لهب  فيقول: لا تطيعوه .  وأتى رسول الله كندة في منازلهم فدعاهم إلى الله [عز وجل] فأبوا ، وأتى كلبا  في منازلهم فلم يقبلوا منه ، وأتى بني حنيفة  في منازلهم ، فردوا عليه أقبح رد ، وأتى  [بني] عامر بن صعصعة ،  وكان لا يسمع بقادم من العرب له اسم وشرف إلا دعاه وعرض عليه ما عنده . 
وقال  جابر بن عبد الله:  مكث رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بمكة  عشر سنين يتبع الناس في منازلهم  بعكاظ ، ومجنة ، وفي المواسم يقول: "من يؤويني ، من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة؟" حتى بعثنا الله إليه فأويناه وصدقناه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					