[تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها] عائشة
ومن الحوادث في هذه السنة: عائشة وسودة . وكانت تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم بنت ست سنين حينئذ . عائشة
أخبرنا هبة الله بن الحصين قال: أخبرنا قال: أخبرنا ابن المذهب أحمد بن جعفر قال: أخبرنا قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل محمد بن بشير قال: أخبرنا محمد بن عمرو قال: أخبرنا أبو سلمة ويحيى قالا: رضي الله عنها جاءت خديجة خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون فقالت: يا رسول الله ، ألا تتزوج؟ قال: "من؟" قالت: إن شئت بكرا ، وإن شئت ثيبا .
قال: "من البكر؟" قالت: ابنة أحب خلق الله عز وجل إليك [ عائشة ] بنت أبي بكر . [ ص: 17 ]
قال: "ومن الثيب؟" . قالت: قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول . سودة بنت زمعة ،
قال: "فاذهبي فاذكريهما علي" .
فدخلت بيت أبي بكر فقالت: يا أم رومان ، ماذا أدخل الله [عز وجل] عليكم من الخير والبركة؟ قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه . عائشة
قالت: انتظري أبا بكر حتى يأتي . فجاء أبو بكر فقالت: يا أبا بكر ، ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟ قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه . عائشة
قال: وهل تصلح له ، إنما هي ابنة أخيه . فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك .
قال: "ارجعي إليه فقولي له: أنا أخوك ، وأنت أخي في الإسلام ، وابنتك تصلح لي" .
فرجعت ، فذكرت ذلك له ، فقال: انتظري . وخرج .
قالت أم رومان : إن مطعم بن عدي كان قد ذكرها على ابنه ، فوالله ما وعد وعدا قط فأخلفه - تعني أبا بكر .
فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي وعنده امرأته أم الفتى ، فقالت: يا ابن أبي قحافة ، لعلك مصبي صاحبنا ومدخله في دينك الذي أنت عليه أن تزوج إليك . قال أبو بكر للمطعم بن عدي: أبقول هذه تقول [قال:] إنها تقول ذلك؟ فخرج من عنده وقد أذهب الله عز وجل ما كان في نفسه من عدته التي وعده ، فرجع فقال لخولة: ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم . فدعته ، فزوجها [إياه يومئذ] بنت ست سنين . وعائشة
ثم خرجت فدخلت على سودة بنت [زمعة وقالت]: ماذا أدخل الله عز وجل عليك من الخير والبركة؟ قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه .
قالت: وددت ، ادخلي إلى أبي فاذكري ذلك له - وكان شيخا كبيرا قد أدركه السن . [قد تخلف عن الحج] فدخلت عليه ، فحيته بتحية الجاهلية ، فقال: من هذه؟ قالت: خولة بنت حكيم . قال: فما شأنك؟ قالت: أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه [ ص: 18 ] سودة . قال: كفؤ كريم ، ماذا تقول صاحبتك؟ قالت: تحب ذلك . قال: ادعيها لي .
فدعوتها ، فقال: يا بنية ، إن هذه تزعم أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك ، وهو كفؤ كريم ، أتحبين أن أزوجكه ؟ قالت: نعم . قال: ادعيه لي . فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه . لما هلكت