ومن الحوادث في شوال
الطائف غزوة
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من حنين يؤم الطائف ، وقدم على مقدمته ، وقد كانت خالد بن الوليد ثقيف رموا حصنهم وأدخلوا فيه ما يصلحهم لسنة ، وتهيأوا للقتال .
وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزل قريبا من حصن الطائف [وعسكر هناك] فرموا المسلمين بالنبل حتى أصيب ناس من المسلمين ، ورمي عبد الله بن أبي بكر الصديق يومئذ فاندمل الجرح ثم انتقض به بعد ذلك فمات [منه] ، فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر يوما ، وقيل: خمسة عشر يوما ، ونصب عليهم المنجنيق ، ونادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر" . فخرج بضعة عشر رجلا فيهم فنزل في بكرة ، فقيل أبو بكرة ولم يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم في فتح الطائف ، فأذن بالرحيل ، فقال المسلمون: نرحل ولم يؤذن بفتح لنا ، قال: "فاغدوا على القتال" ، فقاتلوا وأصابتهم جراحات ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا قافلون" فسروا بذلك . أبو بكرة ، أخبرنا محمد بن عبد الباقي [قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ، أخبرنا ، أخبرنا ابن حيويه أحمد بن معروف ، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة ، حدثنا محمد بن سعد ، أخبرنا قبيصة ، حدثنا سفيان ، عن ثور] ، عن مكحول: [ ص: 342 ]
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصب المنجنيق على أهل الطائف أربعين يوما