الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7263 ص: وبما حدثنا عبد الرحمن بن الجارود ، قال: ثنا سعيد بن كثير بن عفير ، قال: ثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، عن أبي واقد الليثي وعائشة - رضي الله عنها -: " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بالناس يوم الفطر والأضحى، فكبر في الأولى سبعا وقرأ: ق والقرآن المجيد وفي الثانية خمسا، وقرأ: اقتربت الساعة وانشق القمر ".

                                                7264 حدثنا يونس ، قال: أنا ابن وهب ، قال: أخبرني ابن لهيعة ، عن خالد بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة: " أن رسول الله -عليه السلام- كان يكبر في العيدين سبعا وخمسا سوى تكبيرتي الركوع". .

                                                7266 حدثنا ربيع المؤذن ، قال: ثنا أسد ، قال: ثنا ابن لهيعة ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ... ، فذكر بإسناده مثله.

                                                7267 حدثنا يحيى بن عثمان، قال: ثنا حرملة ، عن ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن خالد بن يزيد ، عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة - رضي الله عنها -، عن النبي -عليه السلام- مثله.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي واحتج هؤلاء القوم أيضا فيما ذهبوا إليه بحديث أبي واقد الليثي وعائشة - رضي الله عنهما -.

                                                وأخرجه عن أربع طرق:

                                                الأول: عن عبد الرحمن بن الجارود بن عبد الله الكوفي ، عن سعيد بن كثير بن عفير شيخ البخاري ، عن عبد الله بن لهيعة فيه مقال، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني يتيم عروة ، عن عروة بن الزبير بن [ ص: 432 ] العوام ، عن أبي واقد الليثي صاحب رسول الله -عليه السلام- قيل: اسمه الحارث بن مالك، وقيل: الحارث بن عوف، وقيل: عوف بن الحارث .

                                                وعن عائشة أم المؤمنين كلاهما قالا: إن رسول الله -عليه السلام-...إلى آخره.

                                                وأخرجه الطبراني: ثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، ثنا سعيد بن عفير، ثنا ابن لهيعة...." إلى آخره نحوه سواء.

                                                وأخرج الجماعة غير البخاري حديث أبي واقد:

                                                فقال مسلم: ثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك ، عن ضمرة بن سعيد المازني ، عن عبيد الله بن عبد الله: "أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسول الله -عليه السلام- في الأضحى والفطر؟ فقال: كان يقرأ فيهما بـ ق والقرآن المجيد و اقتربت الساعة وانشق القمر ".

                                                وأخرجه أيضا عن إسحاق بن إبراهيم ، عن أبي عامر العقدي ، عن فليح ، عن ضمرة بن سعيد ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن أبي واقد الليثي قال: "سألني عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عما قرأ به رسول الله -عليه السلام- في يوم العيد؟ فقلت: بـ اقتربت الساعة وانشق القمر و ق والقرآن المجيد .

                                                وقال أبو داود: ثنا القعنبي ، عن مالك ، عن ضمرة ...إلى آخره نحوه.

                                                وقال الترمذي: ثنا إسحاق بن موسى ، عن معن ، عن مالك به.

                                                [ ص: 433 ] وقال النسائي: أنا قتيبة ، عن مالك ، عن ضمرة ...نحوه.

                                                وأخرج أيضا: عن أحمد بن سعيد ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن أبي واقد قال: سألني عمر - رضي الله عنه -...فذكره نحو رواية مسلم .

                                                وقال ابن ماجه: ثنا محمد بن الصباح، ثنا سفيان ، عن ضمرة بن سعيد ، عن عبيد الله بن عبد الله قال: "خرج عمر - رضي الله عنه - يوم عيد فأرسل إلى أبي واقد الليثي، بأي شيء كان النبي -عليه السلام- يقرأ في مثل هذا اليوم؟ قال: بقاف واقتربت".

                                                واعلم أن رواية مالك مرسلة؛ لأن عبيد الله لا سماع له من عمر - رضي الله عنه -.

                                                فإن قلت: كيف سأل عمر - رضي الله عنه - عن هذا ومثله لا يخفى عليه هذا؟

                                                قلت: لعله اختبار له هل حفظ ذلك أم لا؟ أو يكون دخل عليه شك، أو نازعه غيره ممن سمعه يقرأ في ذلك: بـ "سبح" و"الغاشية"، فأراد عمر - رضي الله عنه - الاستشهاد عليه بما سمعه أيضا أبو واقد .

                                                فإن قلت: ما الحكمة في قراءته -عليه السلام- بهاتين السورتين؟

                                                قلت: لكونهما مشتملتين على الإخبار بالبعث، والإخبار عن القرون الماضية، وإهلاك المكذبين، وتشبيه بروز الناس للعيد ببروزهم للبعث، وخروجهم من الأجداث كأنهم جراد منتشر.

                                                الطريق الثاني: عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن خالد بن يزيد المصري الإسكندراني ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة.

                                                وأخرجه أبو داود: ثنا ابن السرح، أنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة ، عن خالد بن يزيد ، عن ابن شهاب ...فذكره.

                                                [ ص: 434 ] الثالث: عن ربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي ، عن أسد بن موسى ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن عقيل -بضم العين- بن خالد الأيلي ، عن محمد بن مسلم الزهري ، عن عروة ، عن عائشة.

                                                وأخرجه أبو داود أيضا: ثنا قتيبة، أنا ابن لهيعة ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يكبر في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات".

                                                الرابع: عن يحيى بن عثمان بن صالح المصري ، عن حرملة بن يحيى التجيبي المصري شيخ مسلم وابن ماجه ، عن عبد الله بن وهب ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن خالد بن يزيد عن عقيل بن خالد الأيلي ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن عروة ، عن عائشة.

                                                وأخرجه ابن ماجه: ثنا حرملة بن يحيى، نا عبد الله بن وهب، أخبرني ابن لهيعة ، عن خالد بن يزيد وعقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة "أن رسول الله -عليه السلام- كبر في الفطر والأضحى سبعا وخمسا سوى تكبيرتي الركوع".

                                                وأخرجه الحاكم في "مستدركه" وقال: تفرد به ابن لهيعة، وقد استشهد به مسلم في موضعين، قال: وفي الباب عن عائشة وابن عمر وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو، والطرق إليهم فاسدة.

                                                وذكر الدارقطني في "علله" أن فيه اضطرابا، فقيل: عن ابن لهيعة ، عن يزيد ابن أبي حبيب ، عن الزهري .

                                                وقيل: عنه، عن عقيل ، عن الزهري .

                                                وقيل: عنه، عن أبي الأسود، وعن عروة ، عن عائشة.

                                                [ ص: 435 ] وقيل: عنه، عن الأعرج ، عن أبي هريرة .

                                                قال: والاضطراب فيه من ابن لهيعة .

                                                وقال الترمذي في "علله الكبرى": سألت محمدا عن هذا الحديث، فضعفه وقال: لا أعلم رواه غير ابن لهيعة .

                                                قلت: ابن لهيعة ضعفه جماعة، وقال البيهقي في باب: "منع التطهير بالنبيذ": ضعيف الحديث لا يحتج به.

                                                والعجب منه أنه مع اعترافه بهذا القدر يروي حديثه أيضا في باب الاحتجاج لمذهبه في تكبيرات العيدين!.




                                                الخدمات العلمية