الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  شرعة ومنهاجا سبيلا وسنة

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار به إلى قوله تعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا وفسر شرعة بقوله: "سبيلا" ومنهاجا بقوله: "سنة".

                                                                                                                                                                                  قال الكرماني: ما يفهم منه أن قوله: "سبيلا" تفسير قوله: "منهاجا" وقوله: "وسنة" تفسير قوله: "شرعة" حيث قال: وفيه لف ونشر غير مرتب.

                                                                                                                                                                                  قلت: روى ابن أبي حاتم بما فيه لف ونشر مرتب مثل ظاهر تفسير البخاري حيث قال: "سبيلا وسنة" فقوله: "سبيلا" تفسير "شرعة" وقوله: "منهاجا" تفسير قوله "وسنة" وذلك حيث قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن يوسف بن أبي إسحاق، عن التيمي، عن ابن عباس لكل جعلنا منكم شرعة " قال: "سبيلا" وحدثنا أبو سعيد، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن التيمي، عن ابن عباس ومنهاجا سنة، وكذا روي عن مجاهد وعكرمة والحسن البصري، وقتادة والضحاك والسدي وأبي إسحاق السبيعي أنهم قالوا في قوله شرعة ومنهاجا أي: سبيلا وسنة. وهذا كما هو لفظ البخاري، وفيه لف ونشر مرتب.

                                                                                                                                                                                  وقال ابن كثير: وعن ابن عباس أيضا وعطاء الخراساني شرعة ومنهاجا أي: سنة وسبيلا. ثم قال: والأول أنسب، فإن الشرعة وهي الشريعة أيضا هي مما يبدأ فيه إلى الشيء، ومنه يقال: شرع في كذا أي: ابتدأ، وكذا الشريعة وهي ما يشرع منها إلى الماء، وأما المنهاج فهو الطريق الواضح السهل.

                                                                                                                                                                                  وتفسير قوله شرعة ومنهاجا بالسبيل والسنة أظهر في المناسبة من العكس.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية