4359 157 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد الواحد، حدثنا عمارة، حدثنا أبو زرعة، [ ص: 230 ] حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا رآها الناس آمن من عليها، فذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل

التالي السابق

الشرح

مُطَابَقَتُهُ لِلتَّرْجَمَةِ ظَاهِرَةٌ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيُّ التَّبُوذَكِيُّ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَعُمَارَةُ بِضَمِّ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ ابْنُ الْقَعْقَاعِ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ هَرَمُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ.

وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الْإِيمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَغَيْرِهِ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَلَاحِمِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ. وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي الْوَصَايَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَرْبٍ. وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي الْفِتَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ.

قَوْلُهُ: "حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا" وَعَلَامَةُ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا مَا رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: "سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا آيَةُ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: تَطُولُ تِلْكَ اللَّيْلَةُ حَتَّى تَكُونَ قَدْرَ لَيْلَتَيْنِ فَيَنْتَبِهُ الَّذِينَ كَانُوا يُصَلُّونَ فِيهَا، فَيَعْمَلُونَ كَمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قَبْلَهَا، ثُمَّ يَرْقُدُونَ، ثُمَّ يَقُومُونَ فَيُصَلُّونَ، ثُمَّ يَرْقُدُونَ، ثُمَّ يَقُومُونَ فَيُظِلُّ عَلَيْهِمْ جُنُونُهُ حَتَّى يَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ اللَّيْلُ، فَيَفْزَعُ النَّاسُ وَلَا يُصْبِحُونَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَنْتَظِرُونَ طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مُسْتَقَرِّهَا إِذْ طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنُوا فَلَا يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ".

وَفِي مُسْلِمٍ: ثَلَاثَةٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ.

قَوْلُهُ: "آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا" أَيْ: عَلَى الْأَرْضِ، وَالسِّيَاقُ يَدُلُّ عَلَيْهِ.

مطابقته للترجمة ظاهرة، وموسى بن إسماعيل البصري التبوذكي، وعبد الواحد بن زياد، وعمارة بضم العين المهملة وتخفيف الميم ابن القعقاع الضبي الكوفي، وأبو زرعة هرم بن عمرو البجلي الكوفي.

والحديث أخرجه مسلم في الإيمان، عن أبي بكر وغيره. وأخرجه أبو داود في الملاحم، عن أحمد بن شعيب. وأخرجه النسائي في الوصايا، عن أحمد بن حرب. وأخرجه ابن ماجه في الفتن، عن أبي بكر بن أبي شيبة.

قوله: "حتى تطلع الشمس من مغربها" وعلامة طلوع الشمس من مغربها ما رواه ابن مردويه بإسناده عن حذيفة بن اليمان، قال: "سألت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله ما آية طلوع الشمس من مغربها؟ فقال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: تطول تلك الليلة حتى تكون قدر ليلتين فينتبه الذين كانوا يصلون فيها، فيعملون كما كانوا يعملون قبلها، ثم يرقدون، ثم يقومون فيصلون، ثم يرقدون، ثم يقومون فيظل عليهم جنونه حتى يتطاول عليهم الليل، فيفزع الناس ولا يصبحون، فبينما هم ينتظرون طلوع الشمس من مستقرها إذ طلعت من مغربها، فإذا رآها الناس آمنوا فلا ينفعهم إيمانهم".

وفي مسلم: ثلاثة إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض.

قوله: "آمن من عليها" أي: على الأرض، والسياق يدل عليه.