الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4163 417 - حدثنا عثمان بن الهيثم، حدثنا عوف، عن الحسن، عن أبي بكرة قال: لقد نفعني [ ص: 59 ] الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام الجمل بعدما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن تولية بنت كسرى لم تكن إلا بعد كسرى الذي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أن كسرى هذا لما قتله ابنه شيرويه لم يعش بعده إلا ستة أشهر، فلما مات لم يخلف أخا؛ لأنه كان قتل إخوته؛ حرصا على الملك، ولم يخلف ذكرا، وكرهوا خروج الملك عن بنت كسرى فملكوا عليهم بنت كسرى، واسمها بوران بضم الباء الموحدة، وفي آخره نون.

                                                                                                                                                                                  وعثمان بن الهيثم بفتح الهاء، وسكون الياء آخر الحروف، وفتح الثاء المثلثة ابن الجهم أبو عمرو المؤذن البصري، وعوف بفتح العين المهملة وبالفاء ابن أبي جميلة يعرف بالأعرابي، والحسن هو البصري، وأبو بكرة نفيع بن الحارث.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في الفتن، وأخرجه الترمذي في الفتن عن محمد بن المثنى، وأخرجه النسائي في الفضائل عن محمد بن المثنى.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أيام الجمل) يتعلق بقوله نفعني؛ لأن المعنى لا يستقيم إلا بأن يقال: نفعني الله أيام الجمل بكلمة سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك، والمراد بالجمل الجمل الذي تحت عائشة رضي الله تعالى عنها حين توجهت إلى ناحية البصرة، ومعها طلحة والزبير لطلب دم عثمان، وأصحاب الجمل هم عسكر عائشة رضي الله تعالى عنها، وبه سميت وقعة الجمل، وقصتها مشهورة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (بنت كسرى) هي بوران كما ذكرناها الآن، وذكر الطبري أن أختها أوزيمدخت ملكت أيضا، قال الخطابي: في الحديث أن المرأة لا تلي الإمارة، ولا القضاء.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية