الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  أخلد إلى الأرض أقعد وتقاعس

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار به إلى قوله تعالى ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه وفسر قوله: "أخلد" بقوله: "أقعد" من الإقعاد وهو أن يلازم القعود إلى الأرض، وهو كناية عن شدة ميله إلى الدنيا، وقد فسر أبو عبيدة قوله: أخلد إلى الأرض " بقوله: "لزمها" وأصل الإخلاد للزوم، ويقال: معناه مال إلى زينة الحياة الدنيا وزهراتها، وأقبل على لذاتها ونعيمها، وغرته ما غرت غيره.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وتقاعس" أي: تأخر وأبطأ، والضمير في قوله: "ولكنه" يرجع إلى بلعام بن باعورا من علماء بني إسرائيل وكان مجاب الدعوة، ولكنه اتبع هواه فانسلخ من الإيمان واتبعه الشيطان وقصته مشهورة، وقيل: المراد به أمية بن أبي الصلت أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتبعه وصار إلى موالاة المشركين، وقد جاء في بعض الأحاديث أنه آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه، وله أشعار ربانية وحكم [ ص: 237 ] وفصاحة، ولكنه لم يشرح الله صدره للإسلام.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية