الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4349 147 - حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، أخبرنا المغيرة بن النعمان، قال: سمعت سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا، ثم قال كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين إلى آخر الآية. ثم قال: ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا وإنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: يا رب أصيحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، والحديث قد مضى في مناقب إبراهيم عليه السلام، وأخرجه هناك عن محمد بن كثير، عن سفيان، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  قوله: "غرلا" بضم الغين المعجمة، جمع أغرل، وهو الذي لم يختن وبقيت منه غرلته، وهي ما يقطعه [ ص: 218 ] الختان من ذكر الصبي.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ذات الشمال" جهة النار.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أصيحابي" مصغر الأصحاب كذا في رواية الأكثرين بالتصغير، يدل على تقليل عددهم، ولم يرد به خواص أصحابه الذين لزموه وعرفوا بصحبته، أولئك صانهم الله وعصمهم من التبديل، والذي وقع من تأخير بعض الحقوق إنما كان من جفاة الأعراب، وكذلك الذي ارتد ما كان إلا منهم ممن لا بصيرة له في الدين، وذلك لا يوجب قدحا في الصحابة المشهورين رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

                                                                                                                                                                                  قوله: "العبد الصالح" هو عيسى ابن مريم عليهما السلام.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية