[ 3310 ] أخبرنا أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، أبو الحسن الكارزي ، أنبأنا قال قال علي بن عبد العزيز قد علمنا أن أعمال البر كلها لله - عز وجل - وهو يجزي بها ، فنرى - والله أعلم - أنه إنما خص الصوم بأن يكون هو الذي يتولى جزاءه لأن الصوم ليس يظهر من ابن آدم بلسان ولا فعل فتكتبه الحفظة ، إنما هو نية في القلب ، وإمساك عن حركة المطعم والمشرب يقول : فأنا أتولى جزاءه على ما أحب من التضعيف ، وليس على كتاب كتب له ، ومما يبين ذلك أبو عبيد : قوله صلى الله عليه وسلم : "ليس في الصوم رياء " .
قال حدثنيه أبو عبيد : شبابة عن عن ليث ، عقيل ، عن رفعه . ابن شهاب
قال : وذلك لأن الأعمال كلها لا يكون إلا بالحركات إلا الصوم خاصة ، فإنما يكون [ ص: 206 ] بالنية التي قد خفيت على الناس فإذا نواها فكيف يكون هاهنا رياء هذا عندي وجه الحديث والله أعلم .
قال بلغني عن أبو عبيد : أنه فسر قوله في الصوم : قال : لأن الصوم هو الصبر يصبر الإنسان عن المطعم والمشرب والنكاح ثم قرأ : ( سفيان بن عيينة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
يقول : فثواب الصوم ليس له حساب يعلم من كثرته .
قال ومما يقوي قول أبو عبيد : الذي يروى في التفسير في قوله ( سفيان السائحون ) هم الصائمون فالصائم بمنزلة السائح .