الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 3540 ] أخبرنا أبو صادق محمد بن أحمد الصيدلاني ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا يحيى بن أبي طالب ، أخبرنا زيد بن الحباب ، حدثنا ثابت الغفاري ، حدثنا أبو سعيد المقبري - ح [ ص: 353 ]

وأخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن ، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب البخاري ، حدثنا يحيى بن أبي طالب ، حدثنا زيد بن الحباب ، حدثنا ثابت الغفاري ، حدثني المقبري ، عن أبي هريرة ، عن أسامة بن زيد قال قلت : يا رسول الله ، إني أراك تصوم في شهر ما لا أراك تصوم في شهر (مثل) ما تصوم فيه ، قال : "أي شهر ؟ " ، قلت : شعبان . قال : "شعبان بين رجب وشهر رمضان ، يغفل الناس عنه يرفع فيه أعمال العباد ، فأحب أن لا يرفع عملي إلا وأنا صائم " .

لفظ حديث عبد الخالق تفرد به هذا الغفاري وهو أبو الغصن ثابت بن قيس .

رواه عنه أيضا ابن أبي أويس ، عن أبي سعيد المقبري عن أسامة بن زيد قال : كان يصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسرد الأيام ، لا يكاد يفطر ، ويفطر فيسرد الأيام لا يكاد يصوم . قال : وكان يصوم من كل جمعة يومين لا يكاد يدعهما إن كان من صيامه الذي يصوم وإن لم يكونا منه ، وكان أكثر ما يصوم فيه من الشهور شعبان . قال فقلت له : يا رسول الله ، رأيتك تصوم يومين من كل جمعة إن كان من صيامك وإن لم يكونا منه .

قال : "أي يومين ؟ " فقلت : الاثنين والخميس . قال : "ذاك يومان يعرض فيهما الأعمال على رب العالمين ، فأنا أحب أن يعرض عملي ، وأنا صائم " قال : قلت : رأيتك تصوم في شعبان ما لا تصوم في غيره من الشهور ؟ قال : "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وفيه ترفع الأعمال لرب العالمين ، فأنا أحب أن يرفع عملي وأنا صائم " .


[ 3541 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق الصبغي ، حدثنا الحسن بن علي بن زياد السري ، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثني أبو الغصن ثابت بن قيس مولى عقيل . . . فذكره .

ورواه أيضا عبد الرحمن بن مهدي عن ثابت بن قيس عن أبي سعيد المقبري في ذكر شعبان .

[ ص: 354 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية