الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 3037 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد البصري ، حدثنا عبد الله بن أبي مريم ، حدثنا الفريابي ، حدثنا السري بن يحيى ، حدثني غزوان [ ص: 20 ] أبو حاتم ، قال : بينا أبو ذر عند باب عثمان لم يؤذن له إذ مر به رجل من قريش فقال له : يا أبا ذر ما يحبسك هاهنا ؟ قال : يأبى هؤلاء أن يأذنوا لي . فدخل الرجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما بال أبي ذر على الباب لا يؤذن له ، فأمر فأذن له ، فجاء حتى جلس ناحية القوم ، قال : وميراث عبد الرحمن بن عوف يقسم فقال عثمان لكعب : يا أبا إسحاق ، أرأيت المال إذا أدي زكاته هل يخشى على صاحبه فيه تبعة ؟ فقال : لا ، فقام أبو ذر ومعه عصاه فضرب بها بين أذني كعب ، ثم قال : يا ابن اليهودية أنت تزعم أنه ليس عليه حق في ماله إذا أدى الزكاة ، والله يقول : ( ويؤثرون على أنفسهم ) الآية .

والله يقول : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) الآية .

والله يقول : ( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) .

فجعل يذكر نحو هذا من القرآن ، فقال عثمان للقرشي : إنما نكره أن نأذن لأبي ذر من أجل ما ترى .

قال البيهقي رضي الله عنه : بعض هذه الآيات قبل نزول فرض الزكاة ، وبعضها في الترغيب في التطوع فأبو ذر كان يحملها على الوجوب فيما يرى ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية