الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 3595 ] أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي الحافظ ببغداد ، حدثنا [ ص: 391 ] أبو العباس محمد بن أحمد النيسابوري ، أخو أبي عمرو بن حمدان ، حدثنا الحسين بن محمد ، حدثنا حامد بن عمر الثقفي ، حدثنا أبو عوانة ، عن حصين ، عن مجاهد أن عبد الله بن عمرو ، حدثه قال : كنت مجتهدا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا رجل شاب فزوجني أبي امرأة من المسلمين (وجاء يوما يزورنا ، فقال : كيف تجدين بعلك ؟ قالت : نعم الرجل ، لا ينام الليل ولا يفطر قال : فوقع بي أبي ، وقال : زوجتك امرأة من المسلمين) فعضلت وفعلت . قال : فجعلت لا ألتفت إلى قوله مما أجد من القوة إلى أن ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "لكني أنام ، وأصلي ، وأصوم ، وأفطر ، فصم من كل شهر ثلاثة أيام " . قال فقلت : إني أقوى من ذلك ، فلم يزل حتى قال : "فصم صوم داود ، صم يوما وأفطر يوما ، واقرأ القرآن في كل شهر " قال قلت : إني أقوى أكثر من ذلك .

قال : إلى أن قال : "خمس عشرة " . قال قلت : إني أقوى من ذلك قال : "اقرأ في سبع " حتى انتهى إلى ثلاث قال قلت ثلاث قال ، فقال : "إن لكل عمل شرة ، ولكل شرة فترة ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك " .

فسمعته وهو يقول : قد كبرت وضعفت ولا أستطيع أن أدع ما انتهيت إليه
.

التالي السابق


الخدمات العلمية