الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 3031 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو محمد بن زياد ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا عبد الله بن وهب ، حدثني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي صالح السمان ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يعطي حقها إلا وهي تصفح له يوم القيامة صفائح ، يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جبهته ، وجنبه وظهره في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين الناس فيرى سبيله ، إما إلى الجنة ، وإما إلى النار ، قالوا : يا رسول الله ، فصاحب الإبل ؟ قال : ولا صاحب إبل لا يعطي حقها ، ومن حقها : حلبها يوم وردها إلا وهي تجمع له يوم القيامة ، لا يفقد منها فصيلا واحدا ، ثم يبطح لها بقاع قرقر تطؤه [ ص: 14 ] بأخفافها وتعضه بأفواهها ، كلما مر عليه آخرها رجع عليه أولها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين الناس ، فيرى سبيله إما إلى الجنة ، وإما إلى النار ، قالوا : يا رسول الله ، صاحب البقر والغنم ؟ قال : ولا صاحب بقر ، ولا غنم ، لا يعطي حقها إلا وهي تجمع له يوم القيامة ليست فيها عضباء ولا عقصاء ولا جلحاء يبطح لها بقاع قرقر تطؤه بأظلافها ، وتنطحه بقرونها كلما مر عليه آخرها رجع عليه أولها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين الناس فيرى سبيله إما إلى الجنة ، وإما إلى النار ، قالوا : يا رسول الله ، صاحب الخيل ؟ قال : الخيل لثلاثة : هي لرجل أجر ، ولرجل ستر ، ولرجل وزر ، أما من ربطها عدة في سبيل الله ، فإنه لو أنه طول لها في مرج خصب ، أو في روضة كتب الله له عدد ما أكلت حسنات ، وعدد أرواثها حسنات ، ثم لو أنه انقطع طولها ذلك فاستنت شرفا ، أو شرفين كتب الله له عدد آثارها حسنات ، ولو أنها مرت بنهر فجاج لا يريد السقي به فشربت منه كتب الله له عدد ما شربت حسنات ، فهي لهذا أجر يوم القيامة ، ومن ربطها تغنيا وتعففا التماس الخير فيها ، ثم لم ينس حق الله في بطونها ، ولا في ظهورها كانت له سترا من النار ، ومن ربطها فخرا ورياء ونواء على أهل الإسلام ، كانت له وزرا يوم القيامة ، قالوا : يا رسول الله ، الحمر قال : لم ينزل الله علي في الحمر إلا هذه الآية الجامعة الفاذة : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ) .

رواه مسلم ، عن يونس بن عبد الأعلى ، [ ص: 15 ]

قال البيهقي رحمه الله : ويحتمل أن يكون قوله ومن حقها حلبها يوم وردها من قول أبي هريرة فقد رواه أبو عمر الغداني ، عن أبي هريرة ، قال فيه : قيل : وما حق الإبل يا أبا هريرة ؟ قال : يعطي الكريمة ويمنح الغزيرة ، ويفقر الظهر ، ويطرق الفحل ، ويسقي اللبن ورواه سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، وقال في الحديث : ما من صاحب إبل لا يؤدي زكاتها ولم يذكر غير الزكاة .

التالي السابق


الخدمات العلمية