الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 3445 ] حدثنا عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد ، أخبرنا عبد الله بن محمد الأشعري ، حدثنا إبراهيم بن محمد ، أخبرنا عبيد الله بن عبد البصري ، حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، حدثنا موسى بن سعيد الراسبي ، عن هلال بن عبد السلام الوراني عن كعب الأحبار قال : أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام : إني افترضت على عبادي الصيام ، وهو شهر رمضان ، يا موسى! من وافى القيامة وفي صحيفته عشر رمضانات ، فهو من الأبدال ، ومن وافى القيامة وفي صحيفته عشرون رمضان فهو من المخبتين ، ومن وافى القيامة وفي صحيفته ثلاثون رمضان فهو من أفضل الشهداء عندي ثوابا . يا موسى! إني آمر حملة العرش إذا دخل شهر رمضان أن يمسكوا عن العبادة وكلما دعا صائمو رمضان بدعوة أن يقولوا آمين ، وإني أوجبت على نفسي أن لا أرد دعوة صائمي رمضان .

وبإسناده عن كعب الأحبار قال : أوحى الله إلى موسى عليه السلام : يا موسى إني ألهم في رمضان السماوات والأرض والجبال والطير والدواب والهوام أن يستغفروا لصائمي رمضان . يا موسى! اطلب ثلاثة ممن يصوم رمضان ، فصل معهم ، وكل واشرب معهم ، فإني لا أنزل عقوبتي ولا نقمتي في بقعة فيها ثلاثة ممن يصوم رمضان ، يا موسى! إن كنت مسافرا فأقدم ، وإن كنت مريضا فمرهم أن يحملوك ، وقل للنساء والحيض والصبيان الصغار أن يبرزوا معك حيث يبرز صائمو رمضان عند تصرم رمضان فإني لو أذنت لسمائي وأرضي لسلمتا عليهم ، ولكلمتاهم ، وبشرتاهم بما أجزيهم إني أقول عبادي الذين صاموا رمضان! ارجعوا إلى رحالكم ، فقد أرضيتموني ، وجعلت ثوابكم من صيامكم أن أعتقكم من النار ، وأن أحاسبكم حسابا يسيرا ، وأن أقيل لكم العثرة ، وأن أخلف لكم النفقة ، وأن لا أفضحكم بين يدي أحد . وعزتي لا تسألوني شيئا - بعد صيام رمضان وموقفكم هذا - من آخرتكم إلا أعطيتكم ، ولا تسألوني شيئا من أمر دنياكم إلا نظرت لكم .

[ ص: 293 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية