[ 3749 ] أخبرنا أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى العدل من أصل كتابه ، حدثنا محمد بن صالح الكيليني ، حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، حدثنا عن عبد العزيز بن عبد الصمد العمي ، أبي هارون العبدي ، عن قال : حججنا مع أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال : عمر بن الخطاب ثم قبله ، فقال له إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك ، - رضي الله عنه - بلى ، يا أمير المؤمنين! إنه يضر وينفع . قال : بم ؟ قال بكتاب الله - عز وجل - قال : وأين ذلك من كتاب الله ؟ قال : قال الله عز وجل : ( علي بن أبي طالب وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ) . [ ص: 481 ]
خلق الله آدم ، ومسح على ظهره ، فقررهم بأنه الرب ، وأنهم العبيد ، وأخذ عهودهم ومواثيقهم ، وكتب ذلك في رق ، وكان لهذا الحجر عينان ولسان ، فقال له : افتح فاك قال : ففتح فاه ، فألقمه ذلك الرق . فقال : اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة ، وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع . "يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود ، وله لسان ذلق ، يشهد لمن يستلمه بالتوحيد "
فقال أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا عمر : أبا الحسن .
قال الشيخ أحمد : أبو هارون العبدي غير قوي . فإن صح فأمير المؤمنين - رضي الله عنه - كان قد عبد الحجر ، فحين أهوى إلى الركن كأنه هاب ما كان عليه في الجاهلية ، فتبرأ من كل شيء سوى الله تعالى ، وأخبره بأنه حجر لا يضر ولا ينفع . عمر
يريد ما كان على هيئته حجرا ، وإنه إنما يقبله متابعة للسنة . وقول أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - إنه يضر وينفع ، يريد به إذا خلق الله تعالى فيه حياة ، وأذن له في الشهادة . وذلك أنه يعلم بخبر الرسول صلى الله عليه وسلم وكان عنده في ذلك خبر فأخبر به ، فقبله رضي الله عنهما . عمر