4- عدم مراعاة جمهور الخطبة
إن عملية الخطبة عملية ثنائية يشترك فيها الخطيب والجمهور، فالجمهور عنصر مهم، وقد يكون الأهم في هـذه العملية، فإذا لم يتأثر بالخطبة وجدانيا وفكريا، لم تحقق الغاية المرجوة منها. وحتى يتم ذلك يجب على الخطيب أن يكون خبيرا لأنماط الناس الذين يرتادون مسجده ويستمعون له، ليقوم باختيار الموضوع المناسب واللغة المناسبة. وجمهور الجمعة جمهور عام تجد فيه: الكبير والصغير، والغني والفقير، والمثقف والأمي ، والعالم والجاهل، والعامل والفلاح، وغير ذلك من الأنماط الفكرية والاجتماعية، ولا يعقل أن يكون [ ص: 65 ] هـؤلاء جمعيا بالقدر نفسه من الثقافة والفهم، والخطيب البارع هـو الذي يعرف جمهوره جيدا ويعرف كيف يخاطبه، لكن بعض الخطباء يغفلون هـذه النقطة ويتحدثون بلغة صعبة لا يفهمها إلا الذين أوتوا حظا من الثقافة، ويخوضون في مواضيع عملية أو فلسفية تحتاج إلى أفق واسع قد لا يملكه الكثيرون. وفي هـذا ظلم لقطاعات واسعة من المسلمين، لا يجوز لخطبائنا أن يتجاهلوها، لأنها قد تستفيد من الخطبة وتتأثر بها من غيرها.