الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
اقتراحات على طريق النهوض بمنبر الجمعة

وحتى تكتمل الفائدة من هـذا البحث، أتقدم ببضعة اقتراحات للارتقاء بخطبة الجمعة إلى المستوى المطلوب، آملا أن تجد هـذه الاقتراحات حظها من الاهتمام.

1- إحداث وتشجيع معاهد تأهيل خطباء المساجد، وتطوير مناهجها وبرامجها بحيث تقدم لنا خطيبا جيدا تتوفر فيه مقومات الخطيب الناجح.

2- تأليف مرشد خاص بالخطباء المسلمين يحتوي على المعلومات والتوجيهات التي تهم الخطيب، وتشرف عليه لجنة من علماء المسلمين المتمرسين في مجال الخطابة .

3- تأليف كتاب أنموذجي يحتوي على مجموعة من الخطب التي تغطي الموضوعات الإسلامية الأساسية كافة؛ ليستهدي به الخطباء المبتدئون، على أن تقوم بإعداد هـذا الكتاب نخبة من العلماء المتمرسين في هـذا المجال، إعدادا لغويا وفكريا يتناسب مع القرن الخامس عشر الهجري، ويقوم بعض الخطباء البارعين بإلقاء الخطب إلقاء أنموذجيا، وتسجيل الإلقاء على أشرطة توضع في خدمة المتدربين على الخطابة.

4- إقامة صندوق استفتاء في كل مسجد لجمع آراء المصلين بالخطبة وموضوعها؛ حتى يتم تحسين الخطب من خلال النقد الذاتي البناء.

5- رفد الخطبة بدرس إسلامي يقام بعدها، ويتوسع الخطيب فيه بتفصيل المعاني التي ذكرها في خطبته، حتى يكون المجال مفتوحا لمن يريد الاستزادة من المصلين، وبذلك ننجو من آثار الإطالة السلبية على بعض الحضور. [ ص: 69 ]

6- تشجيع انتشار أشرطة الكاسيت التي تحوي خطب الجمعة القيمة والناجحة والمؤثرة للاستفادة منها، علما بأنه ليست أشرطة الخطب الموجودة في الأسواق كلها على المستوى المطلوب، وحبذا لو قامت لجنة معتمدة في العالم الإسلامي للاهتمام بهذا الميدان، وتقديم الدراسات فيه، وعرض النماذج الجيدة؛ لتعم ويتحقق المقصود.

وختاما فإننا لا ندعي في هـذه العجالة أننا غطينا هـذا الموضوع الخطير، لكنها محاولة لتسليط الضوء على واقع خطبة الجمعة التي نعول عليها الكثير. [ ص: 70 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية