الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
السينما فن جماهيري خطير !!!

السينما فن جماهيري خطير، وخطورته تتركز في أن المشاهد يجلس في قاعة [ ص: 118 ] مظلمة لعدد من الساعات، مسلوب الإرادة، مقتنعا بأن الفيلم يخاطبه وحده، ويسيطر على وجوده، وبالتالي يسهل على صانعي الفيلم بث الأفكار والمعتقدات وطرق العيش التي يريدون الترويج لها في وجدانه.. فمن الناحية الداخلية، تستخدم السينما في كشف عيوب المجتمع، ومحاولة الإيحاء بأن في القضاء على هـذه العيوب، تقدما لهذا المجتمع.. كما تستخدم السينما في إثراء الوسائل الوسائل التعليمية.. وليس من شك في أن عرض فيلم عن موضوع أكاديمي ييسر فهمه.. وهناك السينما الوثائقية التي تناقش المؤرخين في تسجيل وقائع التاريخ، وأشهر الحوادث والحروب.. وهناك السينما الدعائية التي تكرس نفسها للدعوة إلى اتباع نظام من الأنظمة.. كما أن هـناك الأفلام الروائية وهذه أخطر الأنواع لأنها -ربما- تضم بين جنباتها كل تلك الأنواع التي أسلفناها! إن السينما -كما يقولون- هـي فن العصر، وهي أخطر وسائل التعبير، وأشرس أدوات الإعلام والدعاية، ففي البلدان التي تعتمد المبادرات الفردية منهاجا لحياتها، يشيع فيها استخدام السينما كوسيلة للتعبير عن أصحاب المصالح.. كذلك تستخدم السينما -كما في الفيلم الأمريكي- في تخدير الشعوب، وصرفها عن أمانيها، وذلك عن طريق إغراقها في دوامة من أفلام الجنس والخلاعة والعنف، لدرجة أن وصل الأمر إلى صناعة أفلام للشعوب المتخلفة والمقهورة لا يمكن عرضها داخل الولايات المتحدة الأمريكية وإلا عد ذلك استهانة بالشعب الأمريكي المتقدم! أما في البلدان الشيوعية ، فالسينما فن يعبر عن برامج الحكومة والحزب وجهودهما في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وإنجازات الشيوعية ، تعويضا عن معاداة الدين، بل إلغائه، والإفساح للدعاية الإلحادية ، وتكريس سلطة الحزب وطليعته الصارمة! إن السينما الأمريكية قدمت مئات الأفلام التي تصور عظمة أمريكا الحربية وجنديها الذي لا يقهر، وذلك لكي يرسخ في أذهان الشعوب أن أمريكا هـي [ ص: 119 ] سيدة العالم.. بل قدمت أفلاما تؤيد نظر الصهيونية في فلسطين مثل أفلام (بن هـور ) و (الوصايا العشر ) وغيرها. وهذه هـي خطورة الفيلم، إنه يقدم لنا صورة الدولة ويجسدها.. من هـنا كانت أهمية الرقابة على الأفلام !! وقدمت السينما الشيوعية مئات الأفلام التي تصور بطولة وعظمة الإنسان السوفييتي الملحد الذي حارب النازية ، وانتصر عليها في عقر دارها.. حتى مباريات كرة القدم قوات الاحتلال النازي والمواطنين الشيوعيين، قدمتها السينما الروسية ، وأظهرت مواطنيها -برغم قهرهم بالاحتلال والمرض- يمكنهم هـزيمة فريق جيش الاحتلال النازي ! إن الفيلم في البلاد الشيوعية يعد من أساسيات الثقافة لدى الجماهير التي كادت تنسى الدين .. لذا يهتم صانعوا السينما في تلك البلدان بحياة الناس وكفاحهم من أجل توطيد قيم الإلحاد والإيمان بالمادية الجدلية ، وغيرها من القيم الشيوعية.. ولكن الفيلم العربي يكفيه هـز البطن، والغناء والمشاجرات !

التالي السابق


الخدمات العلمية