الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
الأعداء يدبرون لضرب الإسلام

والمستشرقون الأوروبيون يعرفون طبيعة الإسلام، ويرصدون تاريخه القديم والحديث بعيني ذئب جائع ! تدبر قول المستشرق الألماني " باول شمتز " في كتابه " الإسلام قوة الغد العالمية " الذي صدر من نصف قرن تقريبا: " إن انتفاضة العالم الإسلامي صوت نذير لأوربا وهتاف يجوب آفاقها، يدعوها إلى التجمع والتساند لمواجهة العملاق الذي بدأ [ ص: 144 ]

يصحو.. " ويقول: (... إن قوة القرآن في جمع شمل المسلمين لم يصبها الوهن ! ولم تفلح الأحداث الكثيرة في زعزعة ثقتهم به.. وإن الروح الإسلامية لا تزال تسيطر على تفكير القادة وعواطفهم. وستظل كذلك مادامت الشعوب الإسلامية قد ربطت مصيرها تعاليم الإسلام. واعتقدت أنه الرباط الجامع بين أجناسها المختلفة..) .

إن هـذا القول القديم الجديد يكشف ما وراءه من إعداد لضرب الإسلام غيلة أو جهرة، ويفرض علينا المزيد من الحذر واليقظة.

والحق، أن الصحوة الإسلامية المعاصرة تكتنفها أخطار هـائلة، يشارك في صنعها منصرون ، ومستشرقون ، وساسة ، وعسكريون ، وأدباء ، وإعلاميون ، وملاحدة ، وكتابيون ، ومصارحون ، ومداهنون ، وأناس غرباء عنا، وأناس من جلدتنا..

ولست أخاف أولئك كلهم يوم يكون قادة الصحوة الإسلامية من معدن إسلامي صاف، يجددون سيرة سلفنا الأول، فيعملون بعقل مفتوح وقلوبهم ترنوا إلى الله وحده...

لقد كادت الدعوة الإسلامية تعلن إفلاسها منذ قرنين تقريبا، بل لقد تركت الميدان خاليا لشتى الملل والنحل تنشر الخرافة وتعلي راية الباطل .. ثم بدت تباشير صبح جديد، وتيقظت الثقافة الإسلامية من سباتها، تدافع بقوة وتمهد لغد أفضل...

وأريد أن أقدم للصالحين الجدد بعض ما أفدت من تجارب حتى يتجنبوا النكسات، وحتى لا يقدموا أرض الإسلام غنيمة باردة للمتربصين من كل لون !

التالي السابق


الخدمات العلمية