الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
خلل في الأنشطة العقلية والخلقية

وقد لاحظت أن مصابنا شديد في الأنشطة العقلية والخلقية بسبب هـذا العوج.. وحسب كثير من المتدينين أن التشبث ببعض المراسم العبادية الثانوية يغطي هـذا القصور، وهيهات...

وكنت أرجو أن تنقه الجماعات الإسلامية من هـذا الاعتلال.. فساءني أن بعضها غرق إلى الأذقان في البحوث الفقهية وما تشعب عنها من خلال وما بني عليها من أوهام كبار...

إن الدفاع عن حكم فقهي فرعي مختلف فيه قد يساوي -وقد يرجح- تحرير أفغانستان من الشيوعية !

لقد ذكرني هـذا الخلل الرديء بما كنت اقرأ في كتب التاريخ:

قال الراوي:

دخل فلان على الخليفة وتحدث معه فأغلظ القول ! قال: فضممت على ثيابي مخافة أن يصيبني دمه !! [ ص: 148 ]

إنني عجبت لهذه المخافة، مصرع رجل شجاع، ويتم أولاده ليس هـو المحذور.. المحذور أن تبتل ملابس الراوي بدم القتيل ! ألأن الدم نجس ؟ أم لأن ثمن غسله باهظ ؟

إن توارث هـذا الفكر، سقوط عقلي وخلقي معا، وأهل هـذا الفكر لا يصلحون لشيء في دنيا الناس...

التالي السابق


الخدمات العلمية