إضاءات حول الإعلام الإسلامي
د. عبد القادر طاش
تمهيد تتميز رسالة الإسلام بأنها منهج شامل للحياة بامتدادها الدنيوي والأخروي:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=162 ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=163لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ) ( سورة الأنعام : 162 - 163 ) . ولقد اعتورت المسلمين في حياتهم الحاضرة أسباب الضعف والتفكك، وعوامل الانحراف والتفلت حتى ذبل في نفوسهم وسلوكهم الفردي والاجتماعي ذلك التصور الشمولي للإسلام باعتباره منهجا للحياة، ودستورا لحركة الإنسان والمجتمع في هـذا الكون. ولعل من نعمة الله علينا -نحن المسلمين- أن تشهد الساحة الإسلامية في الآونة الأخيرة صحوة إسلامية مباركة، تنطلق من الإحساس بالحاجة إلى تطوير مناهج الإصلاح في حياة المسلمين، بما يتوافق مع أصالة المنهج الإسلامي باعتباره صالحا لكل زمان ومكان أولا، وبما يستوعب متغيرات المرحلة الراهنة التي يعيشها المسلمون ثانيا، وبما يتواءم مع الاستجابة الواقعية المبصرة للتحديات التي تواجه التطبيق العملي المتكامل للمنهج الإسلامي في واقع الحياة المعاصرة أخيرا. وإن من المنطق -ونحن نشهد هـذه الصحوة المباركة- أن ننادي بتحويل الإحساس بالحاجة إلى شمولية الإصلاح، وتكامل التطبيق للمنهج
[ ص: 29 ] الإسلامي، إلى برنامج عمل واضح المعالم، مفصل الجوانب، يقدم البدائل الإسلامية في مختلف مجالات الحياة.
وتكتسب المطالبة بإيجاد البديل الإسلامي في ميدان الإعلام -بجانبيه النظري والتطبيقي- أهمية بالغة لما تتمتع به وسائل الاتصال الجماهيرية اليوم من مكانة خطيرة في توجيه عقليات الجماهير، وتشكيل سلوكياتها في الحياة، في عالم تحول إلى ( قرية كونية ) ، قصرت وسائل الاتصال الالكترونية المسافات بين أجزائه، وربطت شبكة معقدة من الاتصالات بين دوله وشعوبه، بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الإنسانية كله.
إن وسائل الاتصال الجماهيرية تعد اليوم الجهاز المركزي الذي يوجه الفرد والمجتمع، ولذلك فإن صياغة منهج للإعلام الإسلامي يعمل على سد الفراغ الهائل في منظومات المنهج الإسلامي ليعتبر ضرورة ملحة، حتى يمكن بلورة أنموذج جديد للإصلاح الإسلامي يقوم على الشمول والتكامل والواقعية .
وهذه الإضاءات المتواضعة محاولة لطرح بعض التساؤلات الحيوية حول الإعلام الإسلامي، ومفهومه، ودوره، ومسئوليته، في وقت نحن في مسيس الحاجة فيه إلى جلاء صورته، وتحديد معالمه، والكشف عن كنوزه وذخائره، والتخطيط من أجل تحويله إلى واقع حي، يتعانق فيه القول مع العمل، وتتلاحم فيه النظرية بالتطبيق. وتتركز الإضاءات التي أحاول تسليطها حول ثلاثة تساؤلات هـي :
- لماذا نحتاج إلى الإعلام الإسلامي ؟
- وما الإعلام الإسلامي الذي نريد ؟
- وكيف نصل إلى الإعلام الإسلامي ؟
[ ص: 30 ]
إضاءات حول الإعلام الإسلامي
د. عبد القادر طاش
تمهيد تتميز رسالة الإسلام بأنها منهج شامل للحياة بامتدادها الدنيوي والأخروي:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=162 ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=163لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) ( سورة الأنعام : 162 - 163 ) . ولقد اعتورت المسلمين في حياتهم الحاضرة أسباب الضعف والتفكك، وعوامل الانحراف والتفلت حتى ذبل في نفوسهم وسلوكهم الفردي والاجتماعي ذلك التصور الشمولي للإسلام باعتباره منهجًا للحياة، ودستورًا لحركة الإنسان والمجتمع في هـذا الكون. ولعل من نعمة الله علينا -نحن المسلمين- أن تشهد الساحة الإسلامية في الآونة الأخيرة صحوة إسلامية مباركة، تنطلق من الإحساس بالحاجة إلى تطوير مناهج الإصلاح في حياة المسلمين، بما يتوافق مع أصالة المنهج الإسلامي باعتباره صالحًا لكل زمان ومكان أولًا، وبما يستوعب متغيرات المرحلة الراهنة التي يعيشها المسلمون ثانيًا، وبما يتواءم مع الاستجابة الواقعية المبصرة للتحديات التي تواجه التطبيق العملي المتكامل للمنهج الإسلامي في واقع الحياة المعاصرة أخيرًا. وإن من المنطق -ونحن نشهد هـذه الصحوة المباركة- أن ننادي بتحويل الإحساس بالحاجة إلى شمولية الإصلاح، وتكامل التطبيق للمنهج
[ ص: 29 ] الإسلامي، إلى برنامج عمل واضح المعالم، مفصل الجوانب، يقدم البدائل الإسلامية في مختلف مجالات الحياة.
وتكتسب المطالبة بإيجاد البديل الإسلامي في ميدان الإعلام -بجانبيه النظري والتطبيقي- أهمية بالغة لما تتمتع به وسائل الاتصال الجماهيرية اليوم من مكانة خطيرة في توجيه عقليات الجماهير، وتشكيل سلوكياتها في الحياة، في عالم تحول إلى ( قرية كونية ) ، قصرت وسائل الاتصال الالكترونية المسافات بين أجزائه، وربطت شبكةً معقدة من الاتصالات بين دوله وشعوبه، بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الإنسانية كله.
إن وسائل الاتصال الجماهيرية تعد اليوم الجهاز المركزي الذي يوجه الفرد والمجتمع، ولذلك فإنَّ صياغة منهج للإعلام الإسلامي يعمل على سد الفراغ الهائل في منظومات المنهج الإسلامي ليعتبر ضرورة ملحّة، حتىّ يمكن بلورة أنموذج جديد للإصلاح الإسلامي يقوم على الشمول والتكامل والواقعية .
وهذه الإضاءات المتواضعة محاولةً لطرح بعض التساؤلات الحيوية حول الإعلام الإسلامي، ومفهومه، ودوره، ومسئوليته، في وقتٍ نحن في مسيس الحاجة فيه إلى جلاء صورته، وتحديد معالمه، والكشف عن كنوزه وذخائره، والتخطيط من أجل تحويله إلى واقع حيّ، يتعانق فيه القولُ مع العمل، وتتلاحم فيه النظرية بالتطبيق. وتتركز الإضاءات التي أحاول تسليطها حول ثلاثة تساؤلات هـي :
- لماذا نحتاج إلى الإعلام الإسلامي ؟
- وما الإعلام الإسلامي الذي نريد ؟
- وكيف نصل إلى الإعلام الإسلامي ؟
[ ص: 30 ]