الغزو الفكري
وإذا كانت جبهات الصراع بيننا وبين الاستعمار قديما ميدانها الأرض، وأدواتها الغزو المسلح الذي زلزل جوانب العالم الإسلامي بوحشية لم تر الدنيا لها مثيلا.. فإن هـذه الجبهات تغيرت الآن إلى معركة فكر، وأصبح ميدانها هـو عقول أبناء أمتنا ومشاعرهم وأفكارهم، وأدواتها هـي وسائل النشر من صحافة وإذاعة وتوجيه.
ولذلك فإن أساليبنا في مجاهدة هـذا الغزو الثقافي الجديد يجب أن تعتمد على سلاح من نوع سلاحه، يحيط بكل مداخله ومساربه، فإن الفكرة لا تحارب إلا بالفكرة، ثم إن هـذه الأساليب لا بد لها من مجاهدين أكفاء يلقونه في كل مظان نشاطه وتضليله: في المدرسة والجامعة، في المصنع والمعمل، في المقهى والنادي.. وغير ذلك من مجالات العمل والنشاط.
وغني عن البيان أن عصرنا كثر زوره، وقل صدقه، ونشط أعداء الدعوة الإسلامية في حملة مسعورة ضد الإسلام لتشويه وجهه، وتطارد دعاته، وتهدف إلى استئصال جذوره.
ومن ثم كان لزاما على أجهزة الدعوة الإسلامية أن تستيقظ على عجل قبل أن يجرفها الباطل.. وكلمة صادقة مؤمنة عن طريق صحافة إسلامية راشدة كفيلة بفضح الكذب والبهتان، والإتيان على أساسهما من القواعد، كما قال سبحانه: ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هـو زاهق ) ( الأنبياء: 18) .