الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7656 3738 - (7713) - (2 \ 275) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: " لقد أعذر الله إلى عبد أحياه حتى بلغ ستين أو سبعين سنة، لقد أعذر الله إليه، لقد أعذر الله إليه".

التالي السابق


* قوله: " أعذر الله إلى عبد ": أي: أتى بالعذر إليه، وأظهره، ومنه قولم: أعذر من أنذر; أي: أتى بالعذر وأظهره، وهذا مجاز; فإن العذر لا يتوجه على الله، وإنما يتوجه له على العبيد، والمقصود أن الله لم يترك له شيئا في الاعتذار يتمسك به، كذا قيل. وبالجملة: فالمقصود أن من بلغ ستين إذا لم يتب، ومات على المعصية، فلو عذبه الله تعالى، لكان تطويله العمر وتقريبه إلى الموت مع إصرار ذلك الرجل على المعصية يصير بمنزلة العذر لله في عذابه، فصار كأنه أتى إليه بالعذر إن عذبه; لإصراره على المعصية، فلم يبق للعبد عذر، بل العذر قد قام لله تعالى، والله تعالى أعلم. وقيل: همزته للسلب; أي: أزال عذره، فإذا لم يتب إلى هذا العمر، لم يكن له عذر; فإن الشاب يقول: أتوب إذا شخت، والشيخ ماذا يقول؟وقيل: أقام الله عذره; كأن المراد: أنه ألقى إليه عذره بتطويل العمر; ليعتذر به; فإن طول عمره بحيث ما بقي له إلا الاستغفار والطاعة، والإقبال إلى الآخرة بالكلية.




الخدمات العلمية